صن داونز الجنوب افريقي

حقق صن داونز الجنوب أفريقي، واحدة من المفاجآت التاريخية، التي لا تتكرر كثيرًا في عالم كرة القدم، بتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا بالتغلب على الزمالك المصري، في نهائي البطولة (3-1)، في مجموع اللقائين ليصبح ممثل القارة السمراء، في كأس العالم للأندية، الذي سيقام بعد أقل من شهرين في اليابان.

وكان مشوار صن داونز، في بداية البطولة، ضعيفًا للغاية ولم يكن يتوقع اكثر من المتفائلين من عشاقه أن يصل لأي مدى بعيد حيث ودع البطولة رسميًا في دور الـ16 على يد فيتا كلوب، بطل الكونغو، بالخسارة ذهابًا 1-0 ثم الفوز بنتيجة 2-1، على ملعبه ليتغير مساره لبطولة الكونفدرالية، ليودعها هي الأخرى سريعًا بالفشل في تخطي ميدياما الغاني، وينتهي المشوار الإفريقي نهائيًا لصن داونز.

وفي الرابع والعشرين من مايو/أيار الماضي، وقبل ساعات قليلة من إجراء قرعة دوري أبطال أفريقيا، فاجأ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، الجميع باتخاذ قرار باستبعاد فيتا كلوب الكونغولي من البطولة؛ بسبب إشراكه لاعبًا قبل أشهر، أثناء الدور التمهيدي للبطولة، تم ضمه من إستاد مالي، لكنه كان موقوفًا لمدة 4 مباريات، ومن ثم إعادة الفريق الذي تخطاه فيتا كلوب في دور الـ16 للبطولة، وهو صن داونز، ليعود الفريق للبطولة، في نفس يوم إجراء قرعة دور المجموعات.

تغير مستوى الفريق، الذي صُنف ضمن التصنيف الرابع والأخير، عند إجراء القرعة، فاحتل صدارة مجموعته بجدارة، وكان فوزه على وفاق سطيف الجزائري في الجولة الأولى، سببًا رئيسيًا في اندلاع أعمال الشغب من قبل جمهور، ومن ثم استبعاد الفريق الجزائري من البطولة وإلغاء نتيجة المباراة، لكن ذلك لم يوقف صن داونز عن مواصلة الانتصارات حتى حقق اللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخه.

وأعادت تجربة صن داونز، للأذهان ما قام به منتخب الدانمارك عام 1992، عندما تم استبعاد منتخب يوغوسلافيا من بطولة أمم أوروبا؛ بسبب الحرب الأهلية هناك ليشارك بدلاً منه، ثاني المجموعة، منتخب الدانمارك، ليحقق المفاجأة الكبرى في السويد، ويتصدر مجموعته ويتسبب في إقصاء فرنسا، وإنجلترا ثم يتخطى هولندا، حامل اللقب ومن بعده ألمانيا بطل العالم ويتوج باللقب.

تجارب صن داونز الجنوب إفريقي، ومنتخب الدانمارك هي ليست التجارب الاستثنائية الوحيدة أو ما تُعرف عالميًا باسم فرق السندريلا (نسبة إلى قصة سندريلا الشهيرة) في عالم الرياضة، لكنها تتميز عن غيرها بأن النتائج لم تكن فقط مفاجئة وغير متوقعة، بل إنها جاءت من فرق فشلت في الوصول للبطولة، أو لأدوارها النهائية من الأساس، وعادت بقرار إداري غير متوقع.

ولعل آخر تلك المعجزات الكروية، أو فرق السندريلا، كانت ما حققه فريق ليستر سيتي الإنجليزي، قبل أشهر قليله، وتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي مخالفًا كل توقعات المنطق، وكل رهانات الكرة الإنجليزية، بعد موسم كاد يهبط فيه الفريق للدرجة الثانية.