هيمن هورامي

أكدت حكومة إقليم كردستان أن تحقيق حلم الدولة الكردية بات قريبًا، وأنها قادمة لا محالة، لكنه شدد على أن إقامة الدولة الكردية لا تعني أنها ستتم بالطرق الخشنة والدموية، بل بوسائل سلمية ومشروعة وعبر عملية تفاوضية هادئة وصبورة مع الحكومة العراقية، معلنًا إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الكردي في الوقت القريب .
 
وقال هيمن هورامي، أحد مساعدي البارزاني في تصريحات خاصة لـ"اليمن اليوم" إن استفتاء تقرير المصير في الإقليم، سيُجرى في وقت قريب، ليطلع العالم على رغبة وقرار شعب كردستان حول موضوع انفصاله ، مشيرًا إلى أن سلطات الإقليم ستنظم الاستفتاء بإشراف الأمم المتحدة.
 
وأوضح هورامي أن حكومة الإقليم تضع في اعتبارها الجوانب والأمور المتعلقة بتحقيق حلم الشعب الكردي، وأن لديهم حسابات دقيقة لمواقف وتحركات وردود أفعال مختلف القوى الداخلية والإقليمية والدولية.
 
وبرر هورامى مواقف حزبه وحكومة الإقليم ورئاسته، بأن البقاء في الدولة العراقية الحالية بات أمرًا صعبًا، وأن الأكراد يرفضون أن يكونوا جزءً من الوضع الحالي غير المضمون في بغداد،  مبينًا إن مستقبل العراق العربي يسوده التوتر والغموض ، ما سيؤدي إلى توترات في المستقبل، والأكراد يريدون قطع الطريق عليها.
 
ونفى هورامي تهمة الانفصال عن العراق الموجهة إلى الأكراد، لأنهم، حسب رأيه، لم يكونوا أصلًا جزءً من العراق حتى ينفصلوا، معترفًا بأن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، وإن كانت غير مناسبة لكن ذلك لا يعني أنها ستكون مناسبة مستقبلًا، مؤكدًا أن الأكراد صاروا لاعبين أساسيين في المعادلة السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة.
 
وبين هورامي تعرض الكرد منذ 2003 "الأن للاضطهاد والتهميش والإقصاء من قبل الحكومات العراقية المتتالية ، والسؤال ماذا كان نصيب الكرد كمواطنين في العراق ، والإجابة الإبادة الجماعية والقصف الكيماوي وعمليات الأنفال وهدم وتدمير ٤٥٠٠ قرية، وبعد سقوط نظام صدام حسين، ولو أننا منذ انتفاضة ١٩٩١ كنا شبه مستقلين وعندنا كل شيء، فإن الرئيسين بارزاني وطالباني ذهبا إلى بغداد أملًا في عراق جديد مبنى على الديمقراطية التعددية والشراكة الحقيقية، لكن بعد ١٤عامًا ماذا حققنا من العراق الجديد الفيدرالية غير موجودة، وحتى الآن هناك ٤٦ مادة في الدستور العراقي لم تطبق، وموضوع الموارد والثروات لم نستلم حصتنا منه ولو مرة واحدة، والمادة ١٤٠ في موضوع المناطق المتنازع عليها لم يتم تفعيلها، والمجلس الاتحادي لم يؤسس".
 
وأضاف مساعد رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البارزاني أن حكومة المالكي قامت بقطع بشكل كامل ميزانية الإقليم، وعندما هاجمنا "داعش" لم تحمنا الحكومة العراقية، قائلًا "كانت الحكومة جزءً من هذا الخطر بسبب السياسات المذهبية للمالكي، ولهذا فإننا أمام اختيارين، إما أن نكون جزءً من مستقبل غير مضمون يعيد ما كان عليه العراق في السابق، أو نختار مستقبلنا، بغداد رفضت أن تقبل الكرد كشريك للحكم في العراق، ونحن نرفض أن نكون تابعين، إذا لم ننجح أن نكون شريكين أساسيين في الحكم يمكن أن نكون متحابين وبيننا صداقة كاملة".
 
وافصح هورامي عن مناقشة موضوع تقرير المصير مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقادة التحالف الوطني، مؤكدًا اتمام مناقشة هذا الموضوع، على أن نكون عمقًا للعراق وهو يكون عمق لنا، ونحن متفائلون أن نحصل على نتيجة إيجابية.
 
ويرى هورامي بأنهم لم يحتلوا أرض غير أرضهم أو قرية أو مدينة عربية هذه اراضينا ومنذ عام ١٩٢١ والكرد موجودون على أراضيهم، مطالبًا  أن يختار الشعب الكردي تقرير مصيره  في عملية ديمقراطية سلمية وعلى المثقفين العرب والرأي العام العربي أن يفهموا أننا جزء من الحل وليس من المشكلة.
ولفت هورامي إلى أن الظروف الداخلية والدولية تزداد سوءً ، ويجب الإسراع في الاستقلال حيث أن الوضع الاقتصادي غير مثالي ، والتوحد بين الأحزاب الكردية غير مثالي ، والوضع الإقليمي غير مثالي وكذلك الوضع الدولي ، مؤكدًا عدم ضمان تقرير المصير بعد أعوام عدة .
 
وبشأن حصولهم على ضوء أخضر من الولايات المتحدة والغرب ، تابع هورامي "إن الأمر ليس موضوع الضوء الأخضر والضوء الأحمر، الموضوع أن هذه المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط ، يصبح كرد العراق مشاركين في اللعبة السياسية وجزءً من الملعب السياسي".
 
وبين هورامي "منذ عشرينيات القرن الماضي كانوا يلعبون بنا، والآن نحن لاعبين أساسيين، فالغرب والولايات المتحدة والدول الإقليمية عندما يرون الكرد شريكًا حقيقيًا في مكافحة التطرف من النواحي العسكرية والمعلوماتية كافة وفي الجهود الدولية لإيواء النازحين ، وعندما يرون كردستان بلدًا متعددًا من حيث الأديان والمكونات وجميعهم يعيشون بسلام، فإنهم يرون إقليم كردستان كحليف يمكن أن يعتمد عليه في منطقة تعاني عدم استقرار، وأميركا والغرب لم يعطونا الضوء الأخضر لكنهم لم يقولوا لنا بأن هذا الأمر خط أحمر، والاعترافات كانت بعد الإعلان".
 
وأشار هورامي إلى أن الموقف الكردي الداخلي موحدًا إستراتيجيًا وليس سياسيًا ، استراتيجيًا ، حيث أن الأحزاب كافة موقفها واحد في موضوع حق تقرير المصير والاستقلال ، فليس هناك كردي واحدًا يختلف على ذلك.
 
وأوضح هورامي وجود اختلافات أيديولوجية في وجهات النظر بين الأحزاب الكردية ، والرئيس بارزاني أصدر بيانًا يمثل خارطة طريق تتكون من التغيير في رئاسة البرلمان وإعادة تشكيل الحكومة الثامنة واختيار شخص آخر لمنصب رئيس إقليم كردستان.
 
وأردف هورامي "حزبنا شكل وفدًا كبيرًا اجتمع مع الأحزاب، وزار وفد من المكتب السياسي للحزب مدينة السليمانية واجتمع مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومع حركة التغيير، جازمًا على حل المشاكل الداخلية في الطرق الإيجابية".
عن الازمة السياسية التي شهدها الإقليم في الوقت السابق قال "نحن في مرحلة انتقالية إلى الديمقراطية ولدينا آليات للديمقراطية، ولكن الثورة الثقافية والاجتماعية والنضوج السياسي ما كانت لتتواكب وتتناسب مع هذه الأدوات الديمقراطية، ما أدى إلى الحرب الأهلية".
 
ويشير هورامي إلى عدم وجود دستور في الإقليم حتى ننتهي من المرحلة الانتقالية، ومازلنا نفتقد ثقافة المؤسسات والمعارضة السياسية، يجب أن تكون أي معارضة ضمن نظام إقليم كردستان، وليس ضمن الحكومة، متأسفًا على ممارسة بعض الأحزاب المعارضة في الإقليم تصور بأنهم معارضة ضد النظام في الإقليم، وهم كانوا جزءً من هذا النظام، كانوا ضمن الحكومة ولديهم ٥ وزراء، في الصباح يكونون وزراء وبعد الظهر داخل أحزابهم كانوا يمارسون المعارضة ضد النظام والحكومة، وهذا أمر غير موجود في أي مكان في العالم.
 
وأوضح هورامي  تفاصيل الاتفاقات السياسية بين الاحزاب الكردية ، قائلًا إن الرئيس بارزاني في عام ٢٠٠٥ أجرى اتفاقًا مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، على أن يكون مرشح الكرد لمنصب رئيس الجمهورية في العراق هو مام جلال طالباني ، وفى البداية كانت هناك مطالبات بأن يكون الرئيس بارزاني مرشحًا للمنصب ، وعندما تم الاتفاق أن يكون بارزاني رئيسا للإقليم".
 
وتابع هورامي "طالبنا بانتخابات مباشرة يقوم الشعب فيها بالتصويت المباشر، لكن الهيئة العليا للانتخابات العراقية قالت إنها ليس لديها الإمكانية لاتمام الانتخابات خلال ٣ شهور، فوافقنا على أن يتم انتخاب رئيس الإقليم من خلال البرلمان، بعدها هاجمت المعارضة الرئيس بارزاني، وقالت إنه ليس عنده شرعية لأنه لم ينتخب من الشعب وتم انتخابه بصفقة سياسية داخل البرلمان".
 
ولفت هورامي إلى أن إقليم كردستان العراق داخل العراق، وعدم وجود إستراتيجية لإقامتها في الأجزاء الكردية في سورية وتركيا وإيران، حيث أن الكرد فيها لديهم سياقات وقيادات سياسية وثقافة مختلفة.