صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أكّد المحلل السياسي اليمني رياض الزواحي، على أنه من الصعب إيجاد حل جذري للأزمة أو حل لإنهاء الحرب في اليمن خلال مفاوضات السويد.
وبيّن رياض الزواحي، خلال حديث خاص له إلى "اليمن اليوم"، أن ذلك يعود إلى عدم توفر قاعدة يمكن البناء عليها لإيجاد حل دائم في اليمن، لا سيما والمعارك ما زالت على أشدّها في مختلف جبهات القتال، مشيرا إلى أن ذلك يعكس عدم جدية الأطراف في إيجاد تسوية سياسية تحقق السلام رغم وجود الرغبة الدولية لتحقيق هذا الأمر.
ولفت الزواحي إلى أن مفاوضات السويد ستركّز على محاولة إيجاد وضع معين للحديدة ومينائها الاستراتيجي ومسألة إدارته من قبل الأمم المتحدة للتخفيف من معاناة اليمنيين في الوقت الراهن، وبيّن أن الوجه الآخر لمفاوضات السويد هو "جس نبض الحوثين ومدى قبولهم على ما يعرف بالحكم الذاتي الذي تحدث عنه وزير الخارجيه الأميركي مؤخرا وعلى أساسه سيتم البناء وتحديد شكل وطريقة تسوية سياسية قد تلوح في الأفق وسيتم الإعداد لها في فترة أطول"، مؤكدا أن مارتن غريفيت المبعوث الأممي إلى اليمن، لم يتمكن بعد من تهيئة طاولة المفاوضات، مضيفا "جرى تحديد المفاوضات وسط معارك ضارية في الحديدة ولا توجد وسائل لإيجاد وبناء نوع من الثقة بين الأطراف المختلفة، وهذا قد يصعب المفاوضات المقبلة"، وعن شروط الحوثيين للدخول في مفاوضات السويد قال الزواحي إن الحوثيين يطالبون بأن تظل الحديدة تحت سيطرتهم، والميناء تحت الإدارة الدولية بشروط وهو ما ترفضه حكومة هادي بشدة حتى الآن.
وتحدّث عن الخروقات المتواصلة من قبل القوات الحكومية والحوثيين، للهدنة غير المعلنة في محافظة الحديدة، قائلا الكاتب اليمني "هذه الخروقات نتيجة طبيعية لعدم وجود الثقة بين الأطراف من جهة ومن جهة أخرى محاولة لتحقيق مكاسب عسكرية، أو محاولة إيجاد خط رجعة للأطراف في حال فشلت مفاوضات السويد للتمركز واستئناف المعارك للسيطرة على الحديدة"، ولفت الزواحي إلى أن التحالف العربي عجز عن الاحتفاظ بأي نصر عسكري لأكثر من ساعات أمام هجمات الحوثيين، مشيرا إلى أن الحوثيين يعانون أيضا من صعوبة حسم المعركة بشكل كامل وسريع، وأردف "حرب الاستنزاف ليست في صالحهم لا سيما مع عدم توفر الإمكانات التي تضاهي إمكانات التحالف".
وأكد الزواحي أن الزيارات المتكررة للمبعوث الأمم تعكس الحاجة الملحة إلى الأمم المتحدة والتحالف أيضا وحرصهما على دخول ميناء الحديدة من خلال اتفاق سياسي مع الحوثين يضمن أمنهم خلال الفترة المقبلة، لا سيما وقد عجزوا عن السيطرة على الميناء والمدينة بقوة السلاح، مبينا أن الأمم المتحدة تدري أن الحوثين قادرون على تهديد سلامتهم في الميناء وأيضا تهديد الملاحة الدولية، وعن توقع نتائج فشل مفاوضات السويد المرتقبة، قال الزواحي إن "من أهم النتائج تفاقم الوضع الإنساني بشكل كامل وتضرر المدنيين بشكل كبير في المعارك التي ستجرى بعد فشل المفاوضات وأيضا تهديد أكبر للملاحة الدولية وللوضع المقلق أساسا للمنطقة بشكل عام"