الدكتور فائد مصطفى

أكّد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية، الدكتور فائد مصطفى، أنّ الحراك السياسي الذي قاده الرئيس محمود عباس في الأشهر الأخيرة من خلال لقاءاته مع القادة العرب، وقادة الاتحاد الأوروبي وزياراته إلى روسيا والهند، ومشاركته في القمم العربية والإقليمية والدولية، ومن بينها القمة العربية – الإسلامية – الأميركية التي عقدت في الرياض الشهر الماضي، بالإضافة إلى اللقاءات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأركان إدارته في البيت الأبيض وفي بيت لحم  كل ذلك بدأ يعيد الاعتبار لصالح إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية كقضية أولى في المنطقة ، لأن الأزمات المختلفة التي تعصف بالمنطقة في السنوات الأخيرة تؤثّر سلبًا على أولوية القضية الفلسطينية في المعالجة .

وأوضح الدكتور فائد مصطفى، في مقابلة خاصّة مع "اليمن اليوم"، أنّه "في كل هذا الحراك السياسي الذي قاده السيد الرئيس تم التوضيح لكل الأطراف الدولية وبالذات لأركان الإدارة الأميركية الجديدة مسببات المأزق والطريق المسدود الذي وصلت إليه العملية السياسية وهي أسباب تتحملها بالكامل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، كما تم شرح المخارج لهذا المأزق ألا وهو التنفيذ الأمين والدقيق لمقررات الشرعية الدولية ، وعلى ضوء ذلك ننتظر الآن تقديم مقترحات التحرك إلى الأمام، أما فيما يتعلق بالمصالحة أو إنهاء الانقسام فللأسف لا جديد في هذا الملف".

وأشار مصطفى إلى أنّ "العلاقات التركية الفلسطينية تتطور بشكل إيجابي ، وزيارة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله كانت زيارة ناجحة جدًا، التقى خلالها مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وكذلك مع رئيس الوزراء بن علي يلدرم ، وألقى كلمة فلسطين في أحد المنتديات الدولية بشأن القدس، وجاري العمل لتحديد موعد قريب لعقد اجتماع اللجنة الفلسطينية التركية المشتركة ، ونأمل أن يتم ذلك في الخريف المقبل ، حيث سيتم على هامش اجتماع هذه اللجنة توقيع المزيد من الاتفاقيات بين البلدين، كما أننا ننتظر زيارة لنائب رئيس الوزراء التركي إلى فلسطين خلال هذا الشهر، وهي زيارة هامة سيتم أيضا خلالها استكمال بحث أوجه العلاقات الفلسطينية التركية المختلفة، والتوافق على تنفيذ المشاريع ذات الأولوية".

وبيّن مصطفى أنّ "القيادة الفلسطينية تحرص على المحافظة على علاقات طيبة وجيدة مع جميع الأطراف ، وذلك للحفاظ على مكانة القضية الفلسطينية وقدسيتها وإبعادها عن التجاذبات المختلفة، وفلسطين لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولا في العلاقات بين الدول الأخرى ، كما أنها تحرص أيضا أن تكون العلاقات بين الدول العربية والإسلامية على أحسن ما يكون ، فقوة هذه الأمة العربية أو الإسلامية  وتماسكها يعطي قوه لفلسطين والموقف الفلسطيني ، وضعفها يؤدي إلى إضعاف الموقف الفلسطيني".  
وأوضح مصطفى أنّه "لم يتم خلال زيارة الدكتور رامي الحمد الله إلى تركيا، توقيع اتفاقيات بين فلسطين وتركيا ، إنما تم بحث أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات ، وتم التمهيد خلال اللقاءات التي تمت لتحضير اتفاقيات في مجالات مختلفة ليتم توقيعها مستقبلا ، بالإضافة لكل ذلك جرى أيضا خلال الزيارة إطلاع القيادة التركية على ممارسات إسرائيل غير القانونية في فلسطين سواء الاستيطان في الضفة الغربية أو الحصار على قطاع غزة، كما جرى أيضا تبادل الرأي والتنسيق في القضايا السياسية التي تهم البلدين".
وأفاد مصطفى بأنّ "تركيا كما هو معلوم تقدم لفلسطين 150 منحة تعليمية سنويًا، وقد استلمت هيئة المنح التركية في شهر أذار/مارس الماضي الآلاف من الطلبات من طلاب وطالبات فلسطين ، وهم الآن يقومون بعملية الفرز لاختيار العدد المطلوب من بين آلاف الطلبات، بحثنا مع الوزير قضايا مختلفة تهم العملية التعليمية بين البلدين والتعاون بين الوزارتين استنادا إلى الاتفاقيات الموقعة بينهما في العام الماضي ، كما بحثنا أيضا موضوع إنشاء مدارس فلسطينية لأبناء الجالية الفلسطينية في الجمهورية التركية، وقد كان الاجتماع مع الوزير إيجابيا جدا".

وكشف الدكتور مصطفى، أنّ "موضوع القدس والمقدسات دائما ما يحظى باهتمام كبير في تركيا رسميا وشعبيا ، وللتأكيد على ذلك فقد نظمت تركيا على مستوى الرئاسة ورئاسة الوزراء مؤتمرا دوليا في إسطنبول في الشهر الماضي حول موضوع القدس فقط ، وقد وجهت الدعوات للمشاركة فيه إلى كل دول منظمة التعاون الإسلامي ، وحضره بالفعل وفود من كافة الدول ، وقد ألقى فيه الرئيس أردوغان خطابا دعا فيه الأتراك والمسلمين إلى مضاعفة وتكثيف زياراتهم إلى القدس للتأكيد على إسلاميتها ولدعم صمود أهلها وتمكينهم اقتصاديًا، وفي الأسبوع الماضي زار فلسطين وفد من مكاتب وكلاء".

وأكّد سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التركية، الدكتور فائد مصطفى، أنّ "تركيا دائما ما تدعو إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية ، وقد أعربت عن استعدادها لبذل جهود في هذا الاتجاه ، وهي ترى أن استمرار الانقسام يشكّل حالة إضعاف للموقف الفلسطيني والمستفيد من ذلك هو إسرائيل، وتركيا تؤكّد دائمًا على أن الرئيس محمود عباس هو رمز الشرعية الفلسطينية، كما أن تركيا تتفهم الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي الظالم ، لذلك هي تحرص من هذه الزاوية الإنسانية على تقديم ما تستطيع من مساعدات وتنفذ ما تستطيع من مشاريع في قطاع غزة للتخفيف من معاينات أهالي القطاع".