القاهرة - اليمن اليوم
أشار الرئيس التنفيذيّ لجهاز تعمير سيناء محسن حامد، وهو إحدى الهيئات الحكوميّة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع تنمويّة في منطقة سيناء، إلى أنّ الإنجاز الذي تحقّق من وراء العمليّة العسكريّة الشاملة سيساهم بشكل كبير في نقلة نوعيّة في مجال التنمية بهذه المنطقة، موضحاً أنّ الدولة هي الجهة المموّلة للمشاريع التنمويّة في سيناء، إلى جانب جهات أخرى كالصناديق العربيّة وبعض رجال الأعمال المصريّين، لافتاً في مقابلة مع "المونيتور" إلى أنّ قبائل سيناء تلعب دوراً وطنيّاً كبيراً في الحرب الشاملة على الإرهاب، إلى جانب كونها القوّة العاملة في هذه المشاريع، مؤكّداً أنّ الدولة خصّصت استثمارات بقيمة 275 مليار جنيه لمنطقة سيناء حتّى عام 2022.
وأقرأ أيضًأ :الأمن المصري يشتبك مع عناصر تكفيرية في سيناء
المونيتور: مر 10 شهور تقريبا على إطلاق العملية الشاملة التي أطلقتها قوات الجيش المصري والشرطة لمكافحة الإرهاب، وتطهير سيناء من العناصر المتشددة .. كيف تتم عملية جذب المستثمريين وإقناعهم بعملية الاستثمار وأن الحرب على وشك النهاية ؟
حامد: لن تتمّ أيّ تنمية من دون أمن وأمان، وهذا ما يتمّ تحقيقه الآن. ولولا الإنجاز الذي تمّ في العمليّة العسكريّة الشاملة ما كانت تحدث تنمية في سيناء أو حتّى دعوة مستثمرين إلى الاستثمار. وأودّ التأكيد أنّ الظروف الأمنيّة اختلفت تماماً الآن في شمال سيناء، وهناك مخطّطات لمشاريع تنمويّة وإنّ العمل جار عليها في سيناء، إضافة إلى المشاريع التي تمّ الانتهاء منها. والمحدّد الأساسيّ في جذب المستثمرين هو عودة الأمان التامّ إلى هذه المناطق، وهذه المسألة تحقّقت بشكل كبير في تنفيذ العمليّة الشاملة.
أقرأ أيضا: محافظ جنوب سيناء يتابع الموقف التنفيذي للمشروعات القومية
المونيتور: هل يؤثر استمرار العملية الشاملة فى سيناء التى أطلقتها قوات الجيش والشرطة على استكمال المشاريع التنموية؟
حامد: نعم، هناك مشاريع تنمويّة توقّف العمل عليها مثل إنشاء مدينة كاملة في منطقة بئر العبد، لكنّها ستعود كلّها عقب نهاية العمليّة الشاملة، التي تمثّل العامل الأساسيّ في استكمال المشاريع التنمويّة.
المونيتور: ماهي تكلفة تنفيذ مشاريع إعادة تنمية سيناء ؟ ومن هو الممول لها ؟
حامد: الدولة هي الجهة المموّلة للمشاريع التنمويّة في سيناء، فضلاً عن أنّ هناك مشاريع يشترك في تمويلها بعض الصناديق العربيّة، وهناك مساهمات أيضاً من بعض رجال الأعمال المصريّين في بعض الأعمال التنمويّة. ونظراً للأهميّة القصوى التي تحتلّها شبه جزيرة سيناء، خصّصت لها الدولة استثمارات تبلغ 275 مليار جنيه حتّى عام 2022.
المونيتور: ما هو عدد المقيمين في سيناء؟ وهل ترغب الدولة في رفع أعداد المواطنين بها عبر المشاريع التنموية؟
أجاب حامد: كانت هناك خطّة للدولة منذ سنوات تهدف إلى زيادة عدد المقيمين في سيناء إلى 3 ملايين مواطن بحلول عام 2017، لكنّ هذا الكلام لم يتحقّق، ووصل عدد السكّان إلى 800 ألف مواطن فقط، وهي نسبة صغيرة. ونحن نستكمل الخطّة بدعم من القيادة السياسيّة الحاليّة، التي ضاعفت حجم المشاريع التنمويّة داخل المدينة، إلى جانب التوسّع في تنفيذ الأنفاق، وهي الأمور التي ستساهم في تحقيق نسبة السكّان المطلوبة.
المونيتور: ما هو عدد المشاريع التي تم تنفيذها من جانبكم في سيناء؟ وماهي المناطق التي تركزون عليها؟
حامد: نحن ننفّذ مشاريع تنمويّة في كلّ القطاعات لتعزيز فرص الاستثمار والتنمية في مصر، كإقامة 17 تجمّعاً تنمويّاً في 17 مكاناً بين شمال سيناء وجنوبها، إلى جانب التوسّع في تنفيذ مشاريع الإسكان الاجتماعيّ على مستوى المدن، وكذلك الربط الكهربائيّ للتجمّعات البدويّة وتوصيل التيّار المستمرّ بهذه التجمّعات، وربط هذه التجمّعات بالطرق الرئيسية المؤدية للمدن. وهناك خطّة لإنشاء مزارع تنمية كاملة، وهو مشروع لايستهدف الزراعة فقط؛ بل يشمل إقامة منطقة سكنية وتوطينهم في مناطق عملهم، نشيّد منها 12 مزرعة في شمال سيناء و12 مزرعة أخرى في جنوبها، إلى جانب تنفيذ محور 30 حزيران/يونيو، وهو طريق رئيسي يصل طوله ل95 كيلو متر، وسيساهم في ربط سيناء شمالاً بجمهوريّة مصر العربيّة، وبالتالي، فهو يساعد على نقل الخدمات والخامات من أجل تنفيذ خطط التطوير، التي ستبدأ الحكومة بالعمل عليها. وإنّ الأهمّ من كلّ ذلك هو شروع الجهات التنفيذيّة في تشييد 4 أنفاق جدد لتسهيل عمليّة الحركة إلى سيناء وزيادة عدد المقيمين هناك.
المونيتور: هل انتهيتم من تنفيذ المشاريع التنموية المُقررة لقرية الروضة في شمال سيناء، والتي تعرض أحد مساجدها لهجوم إرهابي خلف 300 قتيل من المصلين ؟ وماهي أبرزها؟
حامد: نعم، تمّ تكليفي، عقب وقوع الحادث الإرهابيّ، من جانب رئيس الوزراء، برفع كفاءة قرية الروضة، من حيث إعادة تأهيل وتحديث المنازل، والمدارس، والهيئات الحكومية. وبالفعل، أنشأنا 300 وحدة سكنيّة فيها، وتمّ رفع كفاءة كلّ منازلها، من حيث النواحي الإنشائية والبنية التحتية، وتحديث شبكة الطرق الداخليّة والمياه، فضلاً عن إنشاء مجمّع خدميّ وتجمّع زراعيّ في القرية. كما تمّ رفع كفاءة 700 منزل، وتمّ الانتهاء أيضاً من جزء كبير من المنازل، بنسبة تتخطّى الـ60 في المئة.
المونيتور: ماهي أبرز الجهود التي يتم تنفيذها لتحسين الظروف الأمنية في المرحلة الحالية؟
حامد: إنّ الجهود المرتبطة بتحسين الوضع الأمنيّ مسؤولة عنها القوّات المسلّحة والشرطة، فهما الجهتان المسؤولتان عن ذلك، ونحن نلاحظ تحسّناً كبيراً في هذا المجال، وهذا يساعدنا بكلّ تأكيد على البدء قريباً في تنفيذ سلسلة مشاريع تنمويّة.
المونيتور: ماهو دور القبائل المحلية بسيناء في عملية التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة؟
حامد: تلعب قبائل سيناء دوراً وطنيّاً كبيراً في الحرب الشاملة على الإرهاب، من خلال التعاون المستمرّ مع القوّات المسلّحة والشرطة، وهي المسألة الضروريّة التي تمهّد لعمليّة التنمية الشاملة. كما تلعب دوراً رئيسيّاً في حماية هذه المشاريع، فضلاً عن أنّها القوّة العاملة التي تدير هذه المشاريع وتعمل على توسعتها.
وقد يهمك أيضًأ :تشويش الجيش المصري على شبكات متطرفي سيناء يعطل الهواتف الإسرائيلية