صنعاء - اليمن اليوم
أكد اللواء ركن أحمد حسان جبران قائد المنطقة العسكرية السابعة أن ابتهاج شعبنا بالعيد 31 للوحدة اليمنية ما هو إلا دلالات يقينية تؤكد حرصه المتنامي على وحدته كمنطلق أساس لتحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار ورفاه .ولفت في حوار مع صحيفة “26 سبتمبر”، إلى أنه كان ولا يزال لأبطال القوات المسلحة دور عظيم في حماية وتثبيت وترسيخ دعائم وحدتهم اليمنية وحماية مكتسباتها وأنهم انتصروا ولا يزالون ينتصرون لوطنهم ووحدتهم وهم يواجهون أذناب إيران ومخططها الفوضوي في المحافظات اليمنية الشمالية والجنوبية على حد سواء.. المزيد في الحوار التالي
يعيش شعبنا اليمني من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه ابتهاجات الذكرى ال 31 للعيد الوطني 22 مايو كيف تقّيم هذا الفرح الوجداني الغامر الذي يعيشه أبناء الوطن ومادلالاته؟
بداية نرحب بصحيفة 26 سبتمبر، الصحيفة الرائدة في الإعلام العسكري والحاضرة دوما في الخطوط الأمامية إلى جانب أبطال الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال .
وشعبنا اليمني الحر يحتفي بالعيد الـ31 للوحدة اليمنية المباركة نؤكد أن هذا المنجز التاريخي العظيم سيبقى خالدا في نفوس أبناء الشعب اليمني الذين يحمونه وسيدافعون عنه بكل الإمكانات والوسائل إذ اما تعرض لأي خطر كونه يمثل هويتهم الوطنية بل والعربية، وكلما مرت الأعوام على الوحدة اليمنية إزداد اليمنيون إيمانا وتمسكا بها وعظمت قناعاتهم بأن الحفاظ عليها واجب وطني وديني ومهما بلغت التحديات التي تواجهها الوحدة فإن الشعب اليمني سيظل حارسا أمينا لهذا المنجز الذي كان ولا يزال هدفا خالدا من أهداف ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وناضل من أجله الثوار اليمنيون في مختلف محطاتهم الثورية التحررية.
ولاشك أن ابتهاج شعبنا بهذه المناسبة ما هي إلا دلالات على حرصه المتنامي على وحدته كمنطلق أساس لتحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار ورفاه في ظل دولة عادلة اتحادية ديمقراطية تكفل له كرامته وتصون حقوقه وتصل به إلى المستقبل المنشود الذي ظل لعقود طويلة وما يزال يناضل من أجل تحقيقه .
الكثير يصنف الوحدة اليمنية بأنها الهوية وأن من لا ينتمي إلى الوحدة ولا يرتبط بها وجدانيا لا هوية له ولا ماض ولا حاضر ولا مستقبل .. كيف تعلق على هذا الطرح؟
-الوحدة اليمنية بالفعل هي الهوية بل هي أصل الهوية اليمنية ليس من اليوم ولكن من آلاف السنين حيث كان اليمنيون جميعهم من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب يشكلون بهويتهم وحدة وطنية، ترسخت أكثر مع تحقيق الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 1990م حيث ذابت مع قيام الجمهورية اليمنية كل الفوارق والامتيازات الطبقية وسادت العدالة والحرية والمساواة رغم ظلامية المائة سنة تقريبا التي سبقت الوحدة المباركة حين عمد النظام الكهنوتي في محافظات الشمال إلى تقسيم المجتمع اليمني إلى طبقات، وهذا الحال أيضا حصل في محافظات الجنوب التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار البريطاني والذي بدوره قسم المجتمع إلى مشيخات وسلطنات بهدف ضرب الهوية اليمنية التاريخية والحضارية كما فعل النظام الإمامي الكهنوتي في الشمال .
ولذلك كانت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ضرورة وطنية لسحق كل تلك الهويات المصطنعة وهو الأمر الذي جعل المؤامرات الاستعمارية والكهنوتية الجديدة تستهدف هذا المنجز الوحدوي العظيم وما زالت إلى اليوم تحاول تصفيته ولكنها ستفشل فشلا ذريعا أمام إرادة شعبنا اليمني المتمسك بوحدته والمدافع عن هويته لأنه على إدراك أن من لا هوية له فلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل له .
يلعب البعض دورا سلبيا إزاء البنية الراسخة لمداميك الوحدة اليمنية في الوجدان الجمعي اليمني وهو دور يفشل تباعا .. ما عوامل رسوخ وثبات الوحدة وعوامل فشل محاولات النيل منها؟
الشعب اليمني هو أحد أبرز عوامل الحفاظ على الوحدة اليمنية كونها راسخة في وعيه الجمعي وهي من ستخطو به إلى المستقبل المنشود الذي ناضل وضحى من أجله في كل المنعطفات النضالية اليمنية ‘ كما أننا نراهن كثيرا بل نحن على يقين أن قيادتنا السياسية لن ولن تفرط بالوحدة اليمنية مهما بلغت المؤامرات وهذا ما أكدته الأحداث منذ تحقيق الوحدة وحتى اللحظة الراهنة ، أيضا نراهن على النخب السياسية والفكرية والمثقفة وكل مكونات المجتمع اليمني وجميعهم تمثل لهم الوحدة اليمنية فضاء واسعا لتحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني ولذلك فلا خوف على الوحدة اليمنية فالشعب اليمني سيظل حارسا أمينا على هذا المنجز ولا نجد اليوم إلا القليل جدا ويعدون بأصابع اليد من التائهين الذين يسيئون للوحدة فيما أغلب الشعب اليمني مدافعا عنها ومنتصرا دوما لها .
هناك انتهازية سياسية تستغل ظروف الحرب التي شنتها المليشيا الحوثية الإرهابية على شعبنا اليمني لتحقيق أهداف سلطوية واقتصادية .. فهل يمكن لهذه الانتهازية تحقيق ولو بعض أهدافها ؟
الشعب اليمني تعرض لحرب عبثية شديدة من مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا والتي أدخلت بلادنا في دوامة الحرب والصراع وتحاول تمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي وهويته الوطنية وفي هذا الظرف تظهر عناصر ومجاميع انتهازية مستغلة الحرب لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية وهذه لا تعيش إلا في البلدان التي أريد لها الحرب واليمن من بين هذه البلدان ، ومع ذلك فلن يستطيع هؤلاء الانتهازيون من تحقيق أهدافهم فالوحدة اليمنية كما أشرت سابقا محمية بشعبنا اليمني والذي يشكل سياجا أمينا وسدا صلبا ستتكسر عليه كل المحاولات وستبقى راية الوحدة اليمنية شامخة ترفرف على سماء وطننا الغالي، وقد باتت هذه العناصر معلومة في حقيقتهم ولن يكون لهم وجود في حاضر ومستقبل اليمنيين لأن الشعب اليمني صار مدركا لتلك العناصر وأجنداتها التخريبية في ظل كل هذه الظروف .
من المؤكد أن لكم مشاركتكم الإيجابية مع زملائك من الضباط في صنع الحدث الوحدوي التاريخي كل من موقعه .. حدثنا عن ذلك الدور؟
طبعا كان لنا دور وشرف عظيم في المشاركة في قيام الوحدة اليمنية المباركة وشعرنا بالفخر والاعتزاز أن كنا ضمن شرائح الشعب اليمني الذي عاش مشاعر الابتهاج والفرح بتحقيق هذا المنجز العظيم وكنا مشاركين في ترتيب أوضاعه والحفاظ عليه حتى صار قويا ومتماسكا وقادرا على تجاوز كل الصعاب والمعوقات ولا يستطيع أياً كان النيل منه أو زعزعته ‘ وكان لأبطال القوات المسلحة دور عظيم في حماية وتثبيت وترسيخ دعائم وحدتهم اليمنية وحماية مكتسباتها ولا يزالون إلى اليوم ينتصرون لوطنهم ووحدتهم وهم يواجهون أذناب إيران في اليمن ومخططهم الفوضوي الذي يستهدف وطنهم وأمنه واستقراره.
صف لنا شعورك يوم إنجاز الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية؟
في الحقيقة كان شعوري في اللحظات الأولى لقيام الوحدة اليمنية كشعور أي يمني محب ومخلص لوطنه وعاش سنوات من الفرقة والشتات والصراعات البينية وكانت الوحدة اليمنية حلما عظيما بالنسبة لنا وترسخت في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا وكبرت معنا منذ أن كنا في الصفوف الأولى من الدراسة ثم في الجامعات وكانت الأناشيد الوطنية لا تخلو من حلم الوحدة اليمنية وحين كبرنا كانت الوحدة اليمنية قد كبرت معنا وترسخت معانيها وزادت قدسيتها وحضورها في كل تفاصيل حياتنا ، فظلت ترافقنا في أحاديث الناس وفي قنوات الإذاعات وفي محطات التقاء زعماء وسياسيي الجنوب والشمال وفي تلك الاتفاقات الثنائية التي تقربنا كثيرا نحو لم الشمل اليمني بعد فرقة فرضها المستعمر البريطاني والكهنوت الإمامي .
ولذلك كانت فرحتنا بقيام الجمهورية اليمنية فرحة كبيرة لا يمكن للكلمات وصفها وكنا من أوائل الضباط الذين زاروا عدن عقب الوحدة مباشرة، هذه المدينة الجميلة التي كانت زيارتها بالنسبة لنا حلما عظيما وبعيد المنال فربما كنا نستطيع أن نزور أي بلد في أقصى الأرض ولا نستطيع زيارة عدن الأقرب مكانا والأقل زمانا .
قد يهمك أيضا
هجوم حوثي ومعركة طاحنة استمرت 24ساعة في مأرب والجيش الوطني يعلن أخر التطورات الميدانية