صنعاء ـ خالد عبدالواحد
كسب المهندس يوسف البصير، ثقة أصحاب المركبات والسيارات في مدينة عبس بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، رغم أنه كفيف منذ ولادته، فيوسف يهندس جميع المركبات ببصيرته ويعرف خلل كل مركبة من خلال حاسّة السمع، ويتمكن من إصلاح الخلال حسب خبرته الطويلة، وعمل الثلاثيني يوسف في الميكانيكا منذ 13 عاما وما زال يواصل العمل، في ميكانيك السيارت حتى الآن.
يقول يوسف البصير، خلال حديث له إلى "اليمن اليوم"، إنه يستطيع تحديد الخلل الموجود في المركبة من خلال صوتها ومن ثم إصلاحه، ويضيف "من خلال صوت السيارة أعرف إذا كان الخلل في المكينة أو الزيت، ومن ثم أقوم بإصلاحه".
وتحدّى يوسف ذو الثلاثين عاما، الإعاقة البصرية ليجعل لنفسه مكانا في سوق العمل ويتخلص من نظرات الشفقة والعطف، وتمكن من أن يكسب شهرة كبيرة وخبرة تجعله من أشهر الميكانيكيين في محافظة حجة وفي مديرة عبس بالذات.
يتوافد العديد من أصحاب المركبات إلى محل يوسف لإصلاح مركباتهم، بعد أن أكسبهم ثقة بعمله المتقن، رغم أنه كفيف، ويؤكد يوسف أنه يستمتع بعمله رغم الصعوبات التي تواجهه بسبب إعاقته، لكنه يأمل في أن يطور عمله ويتوسّع فيه أكثر، ويضيف أيضا "عانيت الكثير حتى كسبت ثقة الناس فأصبح الناس يتركون سيارتهم واثقين بما أعمل".
ويعيل يوسف البصير، الذي يعمل في الميكانيك منذ ثلاثة أعوام، عائلة مكونة من 3 أفراد، زوجته وطفلين، مشيرا إلى أن العمل يوفر له المصروفات المخصصة للأسرة بحيث لا يكون عالة على أحد.
ويتردّد "أيوب" على يوسف كلما تعطلت سيارته لإصلاحها أو تفقدها، ويضع أيوب ثقته الكبيرة في يوسف، مشيرا إلى أن يوسف يتمكن من اكتشاف العطل الموجود في السيارة بمجرد السماع لصوت ماكينتها، ولفت أن يوسف يتمكّن من إصلاح معظم الأعطال في مركبته، مضيفا: "أثق به كثيرا، فهو صادق، ويشتغل بأمانة، وإذا هناك عطل في السيارة يوضحه ويقوم بإصلاحه"، وأردف "كلما تعطلت سيارتي جلبتها إلى هنا، لتغيير الزيت وإصلاحها وتفحصها".
ورغم الكثير من الأعمال الإبداعية التي يقدمها الأشخاص ذوي الإعاقة فإن النظرة الدونية لهذه الفئة مستشرية في المجتع اليمني، ويعتبرون الإعاقة نقصا من قيمة الإنسان.
وقال المدير التنفيذي للصندوق اليمني لذوي الإعاقة فهيم القدسي، إن الإعاقة تعد حاجزا أو عائقا في حالة واحدة، وهي عندما تكون البيئة المحيطة بالأشخاص ذوي الإعاقة غير مهيأة وملائمة لذوي الإعاقة بحيث تفتقر إلى أبسط التسهيلات، وأردف "الإعاقات الحركية تحتاج إلى الممرات والأرصفة المناسبة لتنقلاتهم، وكل ما له علاقة بالتسهيلات الهندسية أو العمرانية".
وبين أن "الإعاقات البصرية تحتاج إلى توفير الأدوات والمستلزمات التي تساعدهم مثل الأجهزة الناطقة وتوفير لوحات الإرشادات والكتب أو المقررات مكتوبة بالخط البارز أو لغة برايل".
وأوضح أن الإعاقات السمعية تحتاج فقط إلى تعميم لغة الإشارة الخاصة بهم وتعميمها في كل المرافق والأماكن الخدمية، مؤكدا أنه في حالة توفرت الأجهزة والأدوات والمعدات المساعدة لن تكون الإعاقة حاجزا، وبيّن فهيم أن إشراك ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع حق وواجب يجب على كل الجهات الالتزام به، مؤكدا أن ذلك يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حياتهم بكل استقلالية وإتاحة الفرص أمامهم دون تمييز أو إقصاء.
وتقدّر الأمم المتحدة نسبة المعاقين في اليمن 12% ما يقارب 3 ملايين شخص، إلا أن الحرب التي تشهدها البلاد منذ 4 أعوام فاقمت من أعداد المعاقين.