القاهرة ـ اليمن اليوم
قبل عام واحد فقط، لم يكن كثيرون يتوقعون هذا التطور الهائل في مسيرة محمد صلاح نجم منتخب مصر، لكن 12 شهرًا فقط كانت كافية بتغيير الكثير في مشواره الاحترافي، ليصبح اللاعب على أعتاب خطوة هائلة وتاريخية في 2018.
شهد عام 2017 تألق العديد من نجوم كرة القدم العربية، الذين نجحوا في إعادة اكتشاف أنفسهم من جديد بعد المستوى اللافت، الذي ظهروا به خلال العام الحالي سواء مع أنديتهم أو منتخبات بلدانهم.
ويأتي صلاح في مقدمة هؤلاء اللاعبين العرب الذين بزغ نجمهم بشدة هذا العام، حيث يعتبر 2017 أفضل عام في مسيرته الاحترافية، في ظل الأداء الرائع الذي ظهر به طوال العام، والإنجازات التي حققها مع منتخب بلاده ومع فريقي روما الإيطالي وليفربول الانجليزي.
وساهم المستوى الاستثنائي لصلاح هذا العام في حصوله على العديد من الجوائز ومنها جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لأفضل لاعب أفريقي هذا العام، كما اقترب من حصد الجائزة الأكبر من الاتحاد الأفريقي التي يتنافس عليها مع زميله السنغالي ساديو ماني، والجابوني بيير إيمريك أوباميانج مهاجم بوروسيا دورتموند.
كما أصبح أول لاعب عربي يتوج بجائزة لاعب الشهر في بطولة الدوري الإنجليزي وذلك في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بالإضافة لحصوله على جائزة أفضل لاعب في الجولتين الأولى والثالثة من مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، في الاستفتاء الجماهيري الذي أجراه الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي (يويفا).
ويأمل صلاح أن يكون ثاني لاعب مصري يحصل على تلك الجائزة بعد الأسطورة محمود الخطيب، الذي توج بها عام 1983، حيث استهل العام الحالي ضمن صفوف فريق روما، وقاد الفريق للمركز الثاني في الدوري الإيطالي والمؤهل مباشرة لدور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما أحرز 15 هدفا في المسابقة خلال موسم 2016 / 2017 من بينها 7 أهداف في العام الحالي فقط، الذي شهد تسجيله أيضا لهدفين ببطولة كأس إيطاليا إضافة لهدف واحد في الدوري الأوروبي.
وكان انتقال نجم منتخب الفراعنة لصفوف ليفربول في حزيران/يونيو الماضي مقابل 42 مليون يورو لمدة خمسة مواسم، نقطة تحول في مسيرة صلاح الاحترافية، حيث كتب شهادة ميلاد جديدة له في الملاعب الأوروبية، بعدما حطم مع الفريق الأحمر عددًا من الأرقام القياسية.
وسجل صلاح 15 هدفا في الدوري الإنجليزي، يعتلي بهم صدارة هدافي البطولة بفارق ثلاثة أهداف أمام أقرب ملاحقيه هاري كين، ويصبح ثاني لاعب مصري يحقق هذا الإنجاز بعد عمرو زكي، الذي تصدر هدافي البطولة موسم 2008 / 2009 .
وامتد تألق صلاح مع ليفربول لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث أحرز معه 5 أهداف في دور المجموعات بالإضافة لهدف في الأدوار التأهيلية ليصبح أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي تسجيلا للأهداف في مختلف المسابقات المحلية والقارية هذا الموسم برصيد 21 هدفا في 27 مباراة.
وتفوق صلاح بهذا على رقمه التهديفي الذي حققه مع فريق بازل السويسري رغم أنه لا يلعب في مركز رأس الحربة، وفي العام الحالي، عزز صلاح صدارته لقائمة أكثر اللاعبين المصريين تسجيلا للأهداف بمختلف المسابقات الأوروبية برصيد 17 هدفًا، بفارق كبير أمام أقرب ملاحقيه أحمد حسن (كوكا) مهاجم سبورتنج براجا البرتغالي.
أحرز صلاح 11 هدفًا في البطولات القارية قبل انضمامه لليفربول، والذي ساهم في تأهله للأدوار الفاصلة بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2008 / 2009، ليسجل في العام الحالي فقط أكثر من نصف عدد الأهداف التي أحرزها في خمسة مواسم مع فرق بازل السويسري وتشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا وروما الإيطاليين.
ويتطلع صلاح لتحقيق إنجاز جديد قبل نهاية عام 2017، حيث يستهدف الوصول إلى الهدف رقم 100 في مسيرته الكروية بمختلف الأندية المصرية والأوروبية التي لعب ضمن صفوفها.
ويحتاج صلاح لتسجيل هدفين في آخر مباراتين لليفربول هذا العام أمام سوانزي سيتي وليستر سيتي بالدوري الإنجليزي، وعلى المستوى الدولي، يعتبر عام 2017 هو الأبرز في مشوار صلاح مع المنتخب المصري، خاصة بعدما قاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا العام المقبل بعد غياب دام 28 عامًا، حيث سجل 5 أهداف في التصفيات ليتقاسم صدارة الهدافين مع البوركيني بريجوسي ناكولما.
وأحرز صلاح هدف التأهل في الوقت القاتل من ركلة جزاء خلال فوز الفريق 2 / 1 على الكونغو، ليظل هذا الهدف عالقا في أذهان جماهير الكرة المصرية، وشارك صلاح مع منتخب مصر في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالجابون مطلع العام الحالي وساهم في حصول الفراعنة على المركز الثاني في المسابقة القارية، التي عاد إليها الفريق بعد غياب سبعة أعوام.
وساهم صلاح في ثلاثة أهداف من إجمالي خمسة أهداف أحرزها المنتخب المصري في البطولة حيث أحرز هدفين وصنع هدفًا ليقود الفريق إلى التأهل للمباراة النهائية التي خسرها أمام الكاميرون في اللحظات الأخيرة.
وفي العام الحالي، رفع صلاح أهدافه الدولية مع منتخب مصر إلى 32 هدفا خلال 56 مباراة، ليتقدم إلى المركز الخامس في قائمة أفضل هدافي الفريق عبر التاريخ بعدما تخطى رصيد النجم المعتزل عمرو زكي.
وما زالت أمام صلاح فرصة ذهبية للتقدم أكثر في القائمة والتي يحتل صدارتها حسام حسن برصيد 69 هدفا، ويليه الراحل حسن الشاذلي برصيد 42 هدفًا ومحمد أبو تريكة برصيد 38 هدفًا في حين يحتل أحمد حسن المركز الرابع برصيد 33 هدفًا.
وبخلاف صلاح، كان زميله أحمد حجازي المحترف في صفوف ويست بروميتش ألبيون الانجليزي أحد اللاعبين الذين استعادوا الكثير من مستواهم خلال العام الحالي، حيث حجز مكانًا في تشكيلة فريقه ليدفع إدارة النادي الإنجليزي لتحويل عقده من إعارة إلى شراء نهائي مقابل 5 مليون يورو، بخلاف مساهمته الكبيرة في تأهل منتخب مصر لكأس العالم.
ويعتبر المغربي أشرف حكيمي لاعب ريال مدريد أحد النجوم الذين برزوا أيضًا في العام الحالي حيث أصبح أول لاعب عربي يلعب في الدوري الإسباني مع الفريق الملكي، وسجل حكيمي 19/ عاما/ ظهوره الرسمي الأول مع الريال خلال لقاء الفريق مع إسبانيول بالليجا في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، قبل أن يسجل أول أهدافه مع الفريق خلال فوزه 5 / صفر على أشبيلية بنفس المسابقة في التاسع من كانون أول/ديسمبر الجاري، إضافة إلى 5 مباريات مع المنتخب المغربي أحرز خلالها هدفا وحيدا ليساهم في تأهل أسود الأطلسي لكأس العالم منذ 1998 .
في المقابل، عاد التونسي يوسف المساكني للتألق مجددًا هذا العام سواء مع منتخب بلاده أو فريقه الدحيل القطري، وساهم المساكني في صعود المنتخب التونسي لنهائيات كأس العالم بعد غياب استمر 12 عامًا عقب تسجيله ثلاثة أهداف خلال مسيرة الفريق في التصفيات، كما شارك أيضا في فوز فريق لخويا، قبل اندماجه مع فريق الجيش تحت اسم جديد هو الدحيل، بلقب الدوري القطري موسم 2016 / 2017.