المدرب الإسباني بيب غوارديولا

يدرك المدرب الإسباني بيب غوارديولا، أن الأخطاء ممنوعة تمامًا في ثاني أعوامه مع فريق مانشستر سيتي، عكس الموسم الأول، الذي التمس له الجميع فيه الأعذار، كونه جديدًا على أجواء الكرة الإنجليزية، والتحديات التي يواجهها في الـ"بريميرليغ". واحتل مانشستر سيتي المركز الثالث في نهاية الدوري، العام الماضي، وخرج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، على يد موناكو الفرنسي، إضافة إلى بلوغه نصف نهائي كأس انجلترا، الأمر الذي شكل خيبة أمل لمُلّاك النادي، الذين يستهدفون السيطرة على الكرة الإنجليزية، إضافة إلى تحقيق حلم الجماهير في رفع الكأس الأوروبية.

وتحمّس أنصار الفريق السماوي عندما علموا بقدوم غوارديولا، الذي ترك بايرن ميونيخ بعدما قاده إلى القب الدوري الألماني ثلاثة مواسم متتالية، إلا أن مدرب برشلونة الأسبق، ورغم إدراكه المسبق لصعوبة المهمة، اصطدم بتحديات جديدة، حيث اعتاد قبل تولي هذه المهمة على منافسة ضئيلة من قبل الفرق الأخرى، وهو أمر مختلف عن طبيعة البطولة المحلية في إنجلترا، حيث يتصارع على لقب الدوري خمسة أندية في الوضع الطبيعي. وكانت بداية الإسباني مع "السيتيزنز" قوية، إلا أنه سرعان ما تعلم حقيقة مفادها أن فريقه مرشح للسقوط أمام الصغير قبل الكبير، ورغم تمكنه من غرس الثقة في لاعبين عدة، ليتطوّر مستواهم، مثل رحيم سترلينغ، فشل في رهانه على آخرين، مثل قلب الدفاع جون ستونز، والحارس كلاوديو برافو. وأمام غوارديولا فرصة للتعويض، لأن الوقت المتاح أمامه كافٍ لبناء الفريق الذي يطمح إليه، خصوصًا أن إدارة النادي لم تتأخر في تعزيز الصفوف بنجوم جدد، أمثال بيرناردو سيلفا، والحارس إيديرسون.

ويجب على غوارديولا حل الكثير من المشاكل قبل بداية الموسم، انتهى من أولّها، عن طريق استقدام إيديرسون من بنفيكا، بعدما سقط التشيلي برافو في اختبار الموسم الماضي بين الخشبات الثلاث، كما ترك الأرجنتيني ويلي كاباييرو الفريق متوجها إلى تشيلسي، ويبدو الإنجليزي جو هارت في الطريق إلى أحد أندية الـ"بريميرليغ" أيضًا. والمشكلة الحقيقية التي تواجه غوارديولا قبل بداية الموسم، تكمن في البحث عن لاعبين مميزين في مركزي ظهيري الجانبين، بعدما استغنى النادي عن خدمات بابلو زاباليتا، وجايل كليتشي، وخيسوس نافاس، وباكاري سانيا، ولم يتبق من الحرس القديم سوى الصربي المخضرم ألكسندر كولاروف، علمًا بأن شائعات عديدة تدور حول اقتراب التعاقد مع الإنجليزي كايل ووكر، أو البرازيلي الخبير داني ألفيش، ومواطنه أليكس ساندرو.

وفي عمق الدفاع، يتجه مانشستر سيتي إلى الاحتفاظ بخدمات البلجيكي فينسنت كومباني، بعد المستوى الجيد للاعب في المباريات الأخيرة من الموسم الماضي، إلا أن جمهور السيتي يتخوف كثيرًا من الأداء الكارثي لجون ستونز في موسمه الأول، بعد انتقاله من إيفرتون، كما أن مردود الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي غير مستقر. ولا يبدو أن خط وسط الفريق يعاني من مشاكل، في ظل تمديد عقد الإيفواري يايا توريه لموسم إضافي، وقرب شفاء النجم الألماني إلكاي غوندوغان، ووجود البرازيلي فرناندينيو، الذي يعتبر غوارديولا من أشد المعجبين بقدراته المتعددة.

وبعد الحصول على خدمات برناردو سيلفا، يتمتع غوارديولا بخيارات هجومية مرعبة، لا سيما وأن الألماني ليروي ساني اكتسب الخبرة اللازمة للتألق في الدوري الممتاز، ويحتفظ الإسباني دافيد سيلفا بمستواه المبهر، رغم تقدمه في السن، ويقدم البلجيكي كيفن دي بروين أداءً لافتًا للأنظار، لكن على المدرب الإسباني أن يحل معضلة رأس الحربة، في ظل ميله إلى الاستعانة بشكل أساسي بالبرازيلي غابرييل جيسوس، ما يعني جلوس الهداف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو على مقاعد البدلاء، وهو ما لا يستطيع كثير من النقاد تفسيره.