القاهرة-اليمن اليوم
يحتفل الأزهر الشريف ممثلا في منطقة أسيوط الأزهرية، غدا الأربعاء، بالعيد المئوي لافتتاح معهد أسيوط الديني أو (معهد فؤاد الأول)، تحت رعاية شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وبحضور وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، ومحافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقي.
ويعد المعهد تحفة معمارية أندلسية قيِمة، حيث أنشئ إثر زيارة الملك فؤاد ملك مصر إلى أسيوط بعد طلب من مشايخ وعلماء أسيوط بإنشاء معهد ديني أزهري على غرار المعاهد التي كانت تبنى في القاهرة آنذاك، بعد أن ازدحم مسجدي اليوسفي والأموي بالوافدين من طلاب العلم من مديريات الصعيد المجاورة، فاختار الملك فؤاد الأول الموقع الحالي بمنطقة الحمراء بأسيوط، وأصدر بذلك مرسوما ملكيا أن تخصص قطعة الأرض الكائنة بمنطقة الحمراء بجوار نيل أسيوط ومساحتها اربع أفدنة وثمانية قراريط وسهمان لإنشاء معهد ديني أزهري.
وقام الملك فؤاد وقتها بوضع حجر الأساس للمعهد سنة 1930 وأستغرق بناؤه اربع سنوات واستخدم للدراسة سنة 1934 وشيدت مبانيه على الطراز الإسلامي الأندلسي.
وترجع فكرة إنشاء المعهد إلى عام 1915 عندما اجتمع أهالي أسيوط وفكروا في بناء معهد ديني حبا في التعليم، وبدلا من إرسال أولادهم للدراسة بالأزهر الشريف بالقاهرة اتفقوا فيما بينهم وقاموا بجمع مبلغ من المال وعندما بلغ ذلك السلطان حسين كامل اقتنع بالأمر وأصدر أمرا سلطانيا بإنشاء معهد ديني للتدريس العلوم الدينية والشرعية.
وبعد أن أصدر السلطان حسين كامل مرسوما بإنشاء المعهد بأسيوط تم اختيار مسجد اليوسفي ليكون مقرا للمعهد، وتولى فضيلة الشيخ محمد شريت مسئولية شيخ المعهد بعد افتتاحه في نفس العام، وتقدم للدراسة به نحو 200 طالب وبعدما كثر الطلاب ضاق بهم المكان فتم ترميم المسجد الأموي القريب منه وتبرع الأهالي وقتها بنحو 9 آلاف جنيه ليستمر المعهد في أداء رسالته، وبعدما نفدت الأموال وفى أثناء زيارة الملك فؤاد الأول لأسيوط عام 1923 علم بأن العمل بالمعهد قد توقف، فأصدر قرارا بجعل نفقة البناء والترميم على الأوقاف وتكلف وقتها نحو 18 ألف جنيه.
وفي نهاية عام 1923 بادل معهد أسيوط أرض الحميات بأرض خفر السواحل، وكانت الحكومة قد تنازلت عن أرض الحميات لبناء المعهد.