دبي ـ اليمن اليوم
أطلقت وديان الشهري روايتها الجديدة "زمرة أبيلية"، قائلة "ركضت من عالمي إلى عالمك الذي كنتَ فيه الوطن والحاكم، وكنتُ الجيش والشعب الذي لم يخرج عن طوعك. لقد تربعت في قلبي وكبرت وكبر حبك وأصبح كهلاً، وعندما تلاقت روحانا نتج عن تلاقيهما ما لم يكن في الحسبان إنها "زمرة أبيلية". وكان الجرح والخذلان والفراق من نتائجها".
وبهذا المفتتح النصي تبدأ وديان الشهري "زمرة أبيلية" ربما ليدلنا – النص - على مرادٍ تريد الشاعرة الوصول إليه؛ وهو التعبير عن ماهية "الخسران"، الدال على غياب الرجل عن حياة المرأة؛ فتشعرنا بخسارتها، بروح شفافة، متنقلةٍ من تجربتها الذاتية إلى تجربة جماعية عاشها آخرين؛ لها أبعادها العميقة، وخصوصيتها الشديدة، وصاغتها الشهري، بلغة موحية، مكتنزة بالتأزم، وطافحة بالمفارقة، تشي باحتمالات لا متناهية لِما يُمكن أن تكون عليه حال الذات (الأنثوية) الباحثة عن كينونتها الضائعة في العلاقة مع الآخر (الرجل). وهي ذاتها مفردات التجربة (العاطفية/الشعورية) الخاصة بكل امرأة، استطاعت الشاعرة رصدها وتأشيرها في النص. ولهذا تُعرّف كتابها بالقول، "ليس كل ما خُطّ هنا يُعبّر عن تجربة شخصية مررت بها، فبعض ما سأذكره يعود إلى تجارب مر بها أشخاص أحببتهم عانوا منها واخترت أن أنقلها إليكم وأن أعيشها معكم، كما أن بعض ما سأذكر من نسج الخيال، وبعضه يصف ما مررت به شخصياً".
تتألف "زمرة أبيلية" من (124) مقطعًا نثريًا جاء على جُمل وعبارات قصيرة أشبه بالتوقيعات أو اللقطات المكثفة بشكل كبير، ساعدت في نمو حركة القصيدة ونمو أحداثها والوصول بها إلى الخواتيم. "أثناء كتابتي لهذه الخاتمة، كان هناك شخص يسعدني فقط لأنه بجانبي، أضاء الجانب المظلم في قلبي، فتمنوا لي أن يكون رجلاً ليس كسابقه".
- من أجواء "زمرة أبيلية" نقرأ:
"الآن يحدث أن أرتدي ثوب الفراق وأرحل../ الآن يحدث ان أنتزعك مني لأتنفس هواءً نقياً../الآن يحدث أن أكتب هذه الحروف بكل قوة/ وداخلي عكس ذلك تماماً../الآن يحدث أن أبكي وجودك معي وكأنني فقدتك../ الآن جلّ ما أكتبه عن الفراق (كذبة) أستمر في قولها لأتمكن منها ذات يوم".