القاهرة ـ اليمن اليوم
"الوصايا"، هو عنوان رواية جديدة للكاتب عادل عصمت، صدرت عن دار الكتب خان في القاهرة، وفيها يقدم في لغته الخاصة به المعتمدة على السرد المكثف، حكايته الجديدة عبر وصايا عشر تبدأ بالخلاص عن طريق تحمل المشقة، ولا تتوقف عند فضيلة التخلي.
ويتميز عادل عصمت بجمل الحوار القصيرة المقتضبة، وعالمه المفضل المنتمي إلى الريف المصري المحتجز خلف التناول السطحي للكثير من الأعمال الأدبية، وهو في روايته الجديدة يفسح المجال للجد سليم ليسرد حكايته لحفيده "الساقط" كما يسميه، الذي اعوجت حياته واحتلت كما اعوج الزمن، الذي شهد صعود دار سلسم من رماد الانهيار ثم ازدهارها ثم هدمها وتشتت سكانها في أرجاء العالم الفسيح، لتتلاشى إلى الأبد.
يرافق عادل عصمت شخصياته كأصدقاء قدامى، ينصت إليهم بعناية شديدة ويترك لهم مساحات لتجلي قوتهم وضعفهم، يرصد تفاصيلهم وينشئ العلاقات المتشابكة بينهم، يتابع الهواجس التي تمر برؤوسهم والذكريات التي تظهر فجأة أحيانا لتتحدث نيابة عنهم. للحظات يتصور القارئ نفسه وسط عائلة حقيقية من لحم ودم، يجلس في صحن الدار معهم أو على رأس أرض النخل، يسوق البهائم أو يعلن تذمره من أجل الزواج، يرى الشيخ ويراه، وتأسره النظرة ذاتها والصوت العميق ذاته فلا يتمكن من مخالفته.
عادل عصمت، تخرج في كلية الآداب، جامعة عين شمس (قسم الفلسفة) ثم حصل على ليسانس الآداب (مكتبات) من جامعة طنطا عام 1996، صدر له: مجموعة قصصية بعنوان "قصاصات"، وعدد من الروايات منها: "هاجس موت"، "الرجل العاري"، "حياة مستقرة"، "أيام النوافذ الزرقاء"، الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عام 2011، و"حكاية يوسف تادرس" الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ عام 2016، و"صوت الغراب" و"حالات ريم".