جمعية "تضامن"

طالبت جمعية حقوقية أردنية، النساء الأردنيات للتبرع بدمهن، موضحة أن تدني نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم المنتظمة ومن خلال الحملات مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالثقافة المجتمعية التي تفرض في كثير من الأحيان هيمنة ذكورية وعدم مساواة في الفرص، كما أن الكثيرات منهن لا يملكن الاستقلالية في اتخاذ القرارات ويبقين أسيرات لما يقرره الذكور من أفراد العائلة، وقلة التوعية العامة بأهمية التبرع بالدم من كلا الجنسين على صحة كل منهما من جهة، وعلى أهميته في إنقاذ العديد من الأرواح من جهة أخرى.

وقالت جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء "تضامن"، إنه بالرغم من الحملات المنظمة طوال العام، فقد تراجعت أعداد المتبرعين بالدم الأردنيين من الذكور والإناث في بنوك الدم التابعة لمستشفيات وزارة الصحة الأردنية عام 2016 بنسبة 2.5% مقارنة مع عام 2015، حيث بلغ عدد المتبرعين عام 2016 بحدود 113032 متبرعًا/ متبرعة، في حين كان عددهم عام 2015 بحدود 115902 متبرع/ متبرعة.

وأشارت "تضامن"، إلى أن معدل التبرع بالدم في الأردن إلى مجموع السكان الأردنيين تصل إلى 1.7%، وتصل إلى 1.1% باحتساب سكان المملكة أردنيين وغير أردنيين"، وهي نسبة تشكل نصف النسبة تقريبًا التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، 3% من مجموع السكان"، لسد حاجة المستشفيات من الدم في الدول النامية.

وخلال عام 2016، صرفت وزارة الصحة حسبما جاء في تقريرها السنوي لذات العام، ما مجموعه 108160 وحدة دم "500 سم3"، فيما بلغ عدد فحوصات الدم 3787641 فحصًا، ووصل عدد كميات الدم التالفة إلى 7329 وحدة.
وأضافت "تضامن"، بأن أعلى نسبة تراجع في أعداد المتبرعين كانت في مستشفى المفرق "42.2%" وأعلى نسبة زيادة في مستشفى الأميرة سلمى "20.5%"، وتراجع عدد المتبرعين في بنك الدم الوطني/ عمان بنسبة 4.2%.

ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية، على أن وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض/ مريضة، من خلال فصل الدم إلى عناصر مختلفة وتزويد المريض بالعنصر الدموي الذي يحتاجه فقط، ويتم فصل نحو "91%" من الدم المجموع في الدول المرتفعة الدخل و"72%" من الدم المجموع في الدول المتوسطة الدخل و"31%" من الدم المجموع في الدول المنخفضة الدخل إلى عناصر دموية.

ويتم اللجوء في الدول المرتفعة الدخل إلى عملية نقل الدم أساسًا لدعم العلاج الطبي المتقدم والعمليات الجراحية المعقدة كجراحة القلب، أمّا في الدول المنخفضة الدخل فيتم اللجوء إليها في الأغلب لدى التدبير العلاجي لمضاعفات الحمل والملاريا التي تصيب الأطفال ويزيد من حدتها فقر الدم الشديد.

وأشارات إحصائيات عام "2013" والصادرة عن وزارة الصحة بأن مديرية بنك الدم قد جمعت "200" ألف وحدة دم ، شكل التبرع الطوعي فيها ما نسبته "48.5%" والتبرع التعويضي من العائلة والأصدقاء ما نسبته "51.5%"، حيث أن الأردن يمنع التبرع بمقابل مادي.

ومن حيث جنس المتبرع، لفتت الأرقام ذاتها إلى أن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لم تتجاوز "2%" في التبرعات الطوعية المنتظمة، وأن هذه النسبة ترتفع عند تنفيذ حملات تبرع، فيما أوضحت دراسة أعدتها مديرية بنك الدم على عينة عشوائية مكونة من "821" متبرعًا/ متبرعة، أكدت على أن "91%" من النساء الأردنيات لا يتبرعن بدمهن في الحملات العادية، وأن "76%" منهن لا يتبرعن بدمهن في الحملات التي تنظم داخل الجامعات.

وترى "تضامن" بأن معاناة النساء الأردنيات وبنسبة مرتفعة من فقر الدم تشكل عائقًا إضافيًا أمام تبرعهن بالدم،  فقد أشار التقرير الأولي لمسح "السكان والصحة الأسرية في الأردن "2012" والذي أطلقته دائرة الإحصاءات العامة نهاية آذار / مارس من عام "2013"، إلى فقر الدم باعتباره من الأمراض الشائعة بين الأطفال والنساء في الأردن، فواحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من فقر الدم بنسبة تصل إلى "32%" ، وأغلب هؤلاء يعانون من فقر دم خفيف "20%" وأن "12%" لديهم فقر دم معتدل ونسبة ضئيلة يعانون من فقر دم حاد.

وتعاني ثلث النساء المتزوجات من فقر الدم ومن بينهن "26%" مصابات بفقر دم خفيف، و"7%" بفقر دم معتدل، ونسبة ضئيلة لديهن فقر دم حاد، وستشكل زيادة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم علامة فارقة وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة لمن يحتاج إليها من المرضى، لا سيما وأن العديد من النساء والفتيات والطفلات الفقيرات بشكل خاص واللاتي بحاجة إلى وحدات دم هن الفئات الأكثر تأثرًا من عدم وجود وحدات دم بكميات كافية مما يعرض حياتهن للخطر.

وشددت "تضامن"، على أن لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم، وأن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يمنع من تبرعهن بالدم، مدعوات جميعهن للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن.

 وتدعو "تضامن" كافة الجهات المعنية ولا سيما مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى تكثيف جهود التوعية بأهمية التبرع بالدم وتنظيم حملات على مدار العام تهدف إلى تشجيع النساء والفتيات على التبرع بالدم، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تمنعهن أو تحد من مساهماتهن.