الرياض-اليمن اليوم
يشكل كتاب "وصف الطبيعة" قراءة نقدية في التجربة الشعرية للشاعر محمد بن علي السنوسي، وهو أحد الشعراء البارزين والمبدعين في الأدب السعودي الحديث أعدَّ الدراسة الأستاذ/الباحث عبد العزيز بن إبراهيم طياش، وتناول فيها "وصف الطبيعة" في نتاج الشاعر من جميع نواحيها وهي مما احتوته دواوين الشاعر الخمسة: "القلائد"، و"الأغاريد"، و"الأزاهير"، و"الينابيع"، و"نفحات الجنوب".
ويبدأ الكتاب بتمهيد عن حياة الشاعر ونتاجه الأدبي ومراحله العلمية والعملية، يتبع ذلك فصلين: الفصل الأول جاء بعنوان "الدراسة الموضوعية"، وفيه تناول المؤلف وصف الشاعر السنوسي للطبيعة التي تجسدت في شعره بما فيها، الجبال والروابي والمدن والأرياف والأفلاك والكواكب والسحب والأمطار والنبات والفصول والبحار والأنهار والحيوانات والطيور؛ بينما جاء الفصل الثاني بعنوان "الدراسة الفنية" وفيه تناول المؤلف، الألفاظ والتراكيب والصورة الفنية والموسيقى والمعاني والأفكار والعاطفة.
وأكّد المؤلف عن عمله أنّه "نجد من أهم البواعث التي دفعت الشاعر السنوسي للإكثار من شعر الطبيعة في دواوينه والتنوُّع فيها هو نشأته بين أحضان هذه الطبيعة وتنقُّله بين بساتينها وأنهارها، وكيف لا؟ وهو من وسم دواوينه بأسماء تتعلق بالطبيعة وترتبط بها"، واتسم أسلوب شعر الطبيعة عنده بالرقة والسهولة البعيد عن الابتذال والمباشرة، وهو ما يتناسب والطبيعة. وينعم شعر الطبيعة عنده بالكثير من الصور الفنية البديعة التي تنوعت بين الصورة التشخيصية والتجسيدية والحسية وتراسل الحواس، غير أنه تميَّز بالصور التشخيصية وأكثر منها (...)".