واشنطن - عادل سلامة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن السيارات ذاتية القيادة ستُطرح على الطرق في كاليفورنيا بحلول نهاية العام، وفقًا للقوانين الجديدة المقترحة للولاية، التي من شأنها أن تعطي دفعة قوية لتلك التكنولوجيا التي تنمو بسرعة، فعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، اختبرت شركات التكنولوجيا، السيارات ذاتية القيادة على الطريق في ولاية كاليفورنيا، لكن المنظمين أصر على أن يكون لتلك المركبات عجلات قيادة، وفرامل ومكانًا لسائقين بإمكانهم التحكم في السيارة في حالات الطوارئ.
فيما اقترح قسم السيارات في الولاية، الخميس، لوائح من شأنها أن تفتح الطريق أمام السيارات دون سائق، وبموجب تلك القوانين، يمكن اختبار تلك المركبات بحلول نهاية عام 2017، ومن الممكن أتاحة عدد محدود للعملاء في بداية 2018، وطالبت من الحكومة الاتحادية توفير التصاريح اللازمة.
وفي الوقت الحالي، لا بد وفقًا للمعايير الفيدرالية من وجود عجلات قيادة في السيارات، رغم أن واشنطن أظهرت رغبة في تشجيع تلك التكنولوجيا، "ذاتية القيادة"، في حين أن عدد قليل من الولايات الأخرى قد تسمح بذلك الاختبار، إلا أن تلك تعد خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للصناعة، نظرًا لحجم كاليفورنيا باعتبارها الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وبسبب نفوذها كأكبر سوق للسيارات في البلاد، ودورها منذ فترة طويلة كرائدة في المجال الإعلامي الثقافي.
وتصل القوانين المقترحة أيضًا، إلى الإطار التنظيمي الأكثر تفصيلًا من أي ولاية، إذ قال أستاذ القانون في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، براينت ووكر سميث، إن كاليفورنيا أخذت خطوة كبيرة، إذ خضعت تلك القوانين لجلسة علنية وفترة للتعليق، ومن الممكن أن تتغير، ويأمل المنظمون ببدأ تنفيذ تلك القوانين بحلول كانون الأول/ديسمبر.
فيما يذكر أن تلك القوانين المقترحة، تأخرت منذ أكثر من عامين، ما يعكس المسائل المعقدة الخاصة بسلامة وخطورة تلك التكنولوجيا المتقدمة، وعلى سياق متصل،
كشف رئيس لبرنامج ذاتية القيادة في أحد وكالات السيارات، برنار سوريانو، "نحن لا نريد التسرع للوفاء بالمهلة المحددة"، مضيفًأ "نريد الحصول على هذا الحق."
وبعد تغيير واحد مهم من المسودات السابقة، أعلن مُصنع أن تقنيته جاهزة للطريق، وأنه يستطيع طرح سياراته في السوق، ويعكس هذا النهج للاعتماد الذاتي كيفية تنظيم المسؤولين الاتحاديين لمقاييس السيارات، ويمثل انتصارًا كبيرًا للاعبين الرئيسيين مثل وايمو، مشروع السيارة ذاتية القيادة الخاص بجوجل.
وفي إطار اللوائح المقترحة أيضًا، يجب أن تكون أي سيارة دون سائق، مراقبة عن بعد، وقادرة على سحب نفسها بأمان في حالات الطوارئ، ووفقًا لرئيس حماية المستهلكين، جون سيمبسون، الكائنة في كاليفورنيا، إن تلك القوانين لا تحمي الجمهور، متابعًا "إن القوانين الجديدة تصب في صالح الصناعة".
ومن الواضح أن تلك التكنولوجيا تتطور بسرعة، فمنذ أكثر من عام، ونموذج وايمو للسيارات الذاتية في شوارع المدينة في ولاية تكساس، بينما يقول مؤيدو تلك السيارات، إن في يوم ما قد تكون تلك السيارات الذاتية أكثر أمانًا بكثير من تلك التي يقودها البشر، لأن الآلات لا تتشتت، في حالة السكر أو النعاس.
وخلال اختبار الطريق في ولاية كاليفورنيا، تسببت السيارات ذاتية القيادة، التي كانت مصاحبة للسائقين احتياطيين في قليل من الاصطدامات، وقبل عام، ذكرت وايمو أنه خلال 424331 ميل قطعتها سياراتها الذاتية تدخل سائق بشري 11 مرة لتفادي الاصطدام.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت وايمو أن أسطولها قام بالقيادة 636868 ميل بشكل ذاتي، ولم تشر الشركة إلى عدد الحوادث التي تم تجنبها، كما يوجد في 27 شركة قسم يسمح لاختبار السيارات على الطرق في ولاية كاليفورنيا، فيما استطاعت وايمو وضع النموذج الأول لها على الطريق بشكل قانوني في ولاية تكساس، حيث أن قانون الولاية هناك لا يمنع السيارة التي تعمل دون سائق بالكامل.
ودعت وايمو، الولايات الأخرى بشكل واضح لطرح التكنولوجيا على طرقها، بما في ذلك ميشيغان، التي وقع حاكمها على مشروع قانون في كانون الأول يسمح باختبار عام للسيارات دون سائق، في غضون ذلك، تضغط الصناعة على إدارة النقل الأميركية والكونغرس لتغيير القوانين التي تساعد على الإسراع في إدخال السيارات دون سائق.