لندن ـ سليم كرم
بدأت المبيعات لسيارة أجرة مختلفة تماما في تصميمها عن التصاميم المألوفة قبل ستين عاما، لدرجة أن عددا ليس قليل من سائقي سيارات الأجرة في العاصمة اعتبروها
شيئا غريبا أو مشبوها لا ترقى للاستخدام، أين دواسات السيارة الخارجية؟ لماذا لم يكن هناك زجاج أمامي مفتوح؟ وهو ضروري للغاية للتهوية أو لعدم السكون أو لمساعدة السائق على الرؤية أثناء القيادة عبر الضباب النمطي في لندن، وكيف يمكن لعلبة التروس الأوتوماتيكية أن تتكيف مع القيادة الحضرية؟ وأين كانت منصة الأمتعة إلى جانب مقصورة السائق؟
لم تكن سيارة أوستن FX4 الجديدة مجرد أول سيارة أجرة في لندن مزودة بأربعة أبواب، إلى جانب حافلة روتماستر التي كانت رمزا للتغيير في فترة ما بعد الحرب في
العاصمة البريطانية، وفي أواخر الخمسينات من القرن العشرين تفاخرت شركة السيارات البريطانية (BMC) بنموذجها FX3 وقالت إنك "ستشاهد المزيد من سيارات الأجرة FX3 في شوارع لندن أكثر من أي سيارة أجرة أخرى"، ومن ثم بدأ العمل على إصدار سيارة جديدة خليفة للنموذج الذي صدر في عام 1956، واستخدم النموذج الجديد "FX4"
الشاسيه ومحرك الديزل سعة 2.2 لتر من الطراز القديم إلى جانب الجمع بين التقليدية والحداثة، وقد تكون سيارة أوستن FX3 صدرت لأول مرة في عام 1948، لكن مظهرها لا يزال يعود إلى أواخر ثلاثينات القرن العشرين وهو ما نجده في نماذج عام 1956.
ولا تزال مقصورة السائق تفتقر إلى المساحة لكن المقعد قابل للتعديل للارتفاع، ويمكن تحديد نظام دقيق نسبيا للمحرك، في حين تقدم أول نماذج FX4 مرآة الرؤية الخلفية لضمان خصوصية الأجرة.
كانت هناك مشكلة إضافية تتمثل في أن العديد من السائقين لم يكونوا مستعدين كليا لعلبة تروس أوتوماتيكية، وبحلول عام 1961 عرضت BMC صندوقا يدويا اختياريا بأربع سرعات، كما لم يكن هناك أيضا عازل للصوت، حيث اعتبر مكتب النقل العام أنه خطر محتمل للحرائق وهو ما تم تطويره في ما بعد.
وبحلول عام 1968، كانت آخر سيارات FX3 على وشك الاختفاء من لندن، وشكلت FX4 الآن تقريبا جميع سيارات الأجرة داخل العاصمة.
وطورت شركة BMC نموذجا بديلا، يُطلق عليه اسم ADO39، لكن تم إلغاؤه بعد اندماج الشركة مع Leyland، وسيتعين على سيارة الأجرة الشهيرة الآن أن تستمر في الإنتاج لعدة سنوات أخرى، كما أن السيارة Fairway، وهي التجسيد النهائي لأوستن عام 1958، توقفت عن الإنتاج في عام 1997، وحتى اليوم لا تزال تعتبر سيارة FX4 بمثابة "تاكسي لندن".