احمد محمد الكاروري (يسار) مستقبلا نظيره السعودي علي النعيمي في الخرطوم

وصل وزير النفط السعودي علي النعيمي الى السودان الاربعاء ووعد بزيادة الاستثمارات في البلد الافريقي الفقير الذي انحاز الى جانب الرياض في خلافاتها مع طهران.

وعلى مدى سنوات حافظ النظام الاسلامي في الخرطوم على علاقات وثيقة مع ايران التي توقفت سفنها الحربية مرارا في الموانئ السودانية حيث قيل انها انزلت اسلحة لتسليمها الى حركة حماس في قطاع غزة.

لكن مع تعمق الخلافات المذهبية في المنطقة بسبب النزاع في سوريا، فقد تحالفت الخرطوم مع الرياض حيث اعلنت العام الماضي مشاركتها في التدخل العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران.

وصرح النعيمي للصحافيين لدى وصوله الخرطوم "هذه الزيارة هي جزء من تحركاتنا للاستثمار في المنطقة".

واضاف "في السودان سنركز على الاستثمار في قطاع التعدين".

وعقد الوزير لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير بحثا خلاله "التعاون بين البلدين في مجالات التعدين والاستثمارات المشتركة، ورؤية المملكة 2030 وأهميتها في التنويع الاقتصادي، بما في ذلك الاستثمارات التعدينية"، بحسب وكالة الانباء السعودية.

كما عقدت اللجنة الدائمة السعودية السودانية المشتركة للاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في قاع البحر الاحمر، اجتماعا في الخرطوم برئاسة النعيمي ونظيره السوداني احمد محمد الكاروري.

وستركز الزيارة على مشروع التعدين في البحر الاحمر على طول الحدود البحرية بين البلدين والذي يهدف الى استخراج الزنك والنحاس والفضة وحتى الذهب.

وقال الكاروري ان هذه الزيارة "تهدف الى مناقشة مشروع اطلانتس 2 المشترك على طول الحدود بين البلدين".

ويجري مشروع تنقيب منذ 2012 وذكرت تقارير الاعلام انه يتوقع ان تصل مخزونات الخام الى نحو 100 مليون طن.

وخلال اجتماع اللجنة اكد النعيمي "نتطلع لجني ثمار هذا التعاون، من خلال أعمال اللجنة الدائمة المشتركة بين الجانبين لادارة عمليات استكشاف، واستغلال الخامات المعدنية في البحر الأحمر، التي تشكلت في عام 2009، ونتج عن أعمالها، منح رخصة لشركة منافع لاستغلال أحد الأعماق الموجودة في المنطقة المشتركة بين البلدين، وهو عمق أطلانتس 2 الذي يحتوي على كميات واعدة وكبيرة من مختلف أنواع المعادن الصناعية"، بحسب الوكالة السعودية.

ويعاني البشير من عزلة من القادة الغربيين منذ ان ادانته المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في 2009 بسبب قمع نظامه للتمرد في دارفور.

الا ان السعودية احتفظت بعلاقاتها معه رغم اتهامه في العام اللاحق بارتكاب ابادة، والتقى العديد من الوزراء السعوديين البشير.

وعندما قطعت الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني/يناير ردا على احراق بعثتيها الدبلوماسيتين في ايران في اعقاب اعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، اقدمت الخرطوم على الخطوة ذاتها.

ويرى محللون ان العلاقات تخدم البلدين حيث تسعى السودان الى تخفيف عزلتها الدولية فيما تتطلع السعودية الى وجهات جديدة للاستثمار لتخفيف اعتمادها على النفط.