البيزو الأرجنتيني

في محاولة لدعم العملة الأرجنتينية التي تعاني انهيارا كبيرا خلال الأيام الأخيرة، قال صندوق النقد الدولي أمس الجمعة إنه يعمل عن كثب مع السلطات الأرجنتينية لتعزيز البرنامج الاقتصادي للبلاد، والذي يدعمه الصندوق، معبرا عن الثقة بأن الأرجنتين ستتغلب على صعوباتها الحالية.

وقال جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد، في بيان: «مثلما أكدت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، فإن الأرجنتين تحظى بالدعم الكامل من الصندوق.. ونحن واثقون بأن الالتزام القوي وتصميم السلطات الأرجنتينية سيساعد البلاد في التغلب على الصعوبات الحالية».

وأضاف رايس أن كريستين لاغارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد، ومسؤولين من الصندوق سيجرون محادثات يوم الثلاثاء القادم مع وزير الخزانة الأرجنتيني نيكولاس دوخوفني وفريقه.

وجاءت تعليقات صندوق النقد بعد يوم من إعلان البنك المركزي الأرجنتيني رفع سعر الفائدة القياسي، من 45 في المائة إلى 60 في المائة في محاولة لوقف انهيار في العملة المحلية (البيزو) التي خسرت حوالي 55 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي. وتعد نسبة الفائدة القياسية التي بلغها المركزي الأرجنتيني من أعلى المستويات في العالم.

وسجل البيزو الخميس أكبر هبوط خلال يوم واحد منذ تولي ماوريسيو ماكري (يمين وسط) مهام الرئاسة في نهاية عام 2015، متراجعا بنسبة 13.52 في المائة، وليتجاوز الدولار مستوى 40 بيزو للمرة الأولى على الإطلاق.

وسارت مظاهرات مساء الخميس في بوينوس أيريس كما في لا بلاتا وروساريو ومار ديل بلاتا، احتجاجا على ارتفاع الأسعار. وقام المتظاهرون بالقرع على آنية مطبخ كما في العام 2001 حين شهدت البلاد أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة اقترنت بأكبر تعثر في السداد في تاريخها.

وتشهد ثالث قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية حاليا انكماشا وتجد صعوبة في إنهاض اقتصادها رغم لجوئها إلى صندوق النقد الدولي الذي منحها في يونيو (حزيران) قرضا بقيمة 50 مليار دولار.

وفي ظل توقعات سنوية للتضخم تتخطى 30 في المائة، اتخذ البنك المركزي الأرجنتيني الخميس خطوة هامة بزيادة نسبة فائدته الرئيسية 15 نقطة سعيا لوقف تراجع قيمة العملة الوطنية.

وأعلن ماكري الأربعاء أن صندوق النقد الدولي وافق على تسريع دفعات القرض للأرجنتين دعما لبرنامج التقشف الحكومي، غير أن ذلك لم يساهم في طمأنة الأسواق.