الرئيس الأميركي دونالد ترامب

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالمية، مدعيا أنها تعامل بلاده بطريقة غير عادلة. وقال ترامب في مقابلة مع شبكة بلومبيرغ الإخبارية: «إن لم تطور أداءها، فسأنسحب منها».

وقد أنشئت المنظمة لتوفير قواعد للتجارة العالمية، وحل الخلافات بين البلدان. ومثل هذه الخطوة قد تقوض أحد أسس النظام الحديث للتجارة العالمية الذي كان للولايات المتحدة دور رئيسي في إيجاده. ويقول ترمب إن المنظمة عادة ما تصدر قرارات ضد الولايات المتحدة، ولكنه اعترف بأن الفترة الأخيرة شهدت بعض القرارات الجيدة.

وكان ترمب قد قال في وقت سابق من هذا العام إن منظمة التجارة العالمية قد أسست «لإفادة الجميع، فيما عدا نحن»، مضيفا: «نحن خسرنا تقريبا جميع الدعاوى التي رفعناها في منظمة التجارة العالمية».

ولكن بعض المحللين يقولون إن الولايات المتحدة فازت بنحو 90 في المائة من الدعاوى التي رفعتها هي، وخسرت النسبة نفسها تقريبا في الدعاوى التي رفعت عليها، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

ويبرز تحذير ترامب من انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة الصراع بين سياسات ترمب التجارية المؤيدة للحماية ونظام التجارة المفتوحة الذي تتبناه وتشرف عليه المنظمة.

وعرقلت واشنطن في الفترة الأخيرة انتخاب قضاة جدد لمنظمة التجارة العالمية ممن يشاركون في نظام حل الخلافات فيها، وقد يؤدي هذا إلى عجز المنظمة عن إصدار أي أحكام. كما اتهم الممثل التجاري للولايات المتحدة، روبرت لايتهايزر، المنظمة بالتدخل في السيادة الأميركية.

وظل ترمب يتحدث منذ فترة، حتى قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، عن التجارة غير العادلة. وقال الخميس إن اتفاق عام 1994 الذي أنشئت على أساسه منظمة التجارة العالمية هو «أسوأ اتفاق تجاري يتوصل إليه».

وما زالت الولايات المتحدة متورطة في معركة تجارية للمعاملة بالمثل على عدة جبهات منذ أشهر. ولعل أكثر ما أثار الانتباه منها هو المعركة مع الصين، إذ يتصارع فيها أكبر اقتصادين في العالم من أجل النفوذ العالمي.

وبدأ ترمب في فرض ضرائب جمركية جديدة على عدد من البضائع التي تستوردها الولايات المتحدة. وتبدأ المرحلة الثالثة من تلك الضرائب الجديدة على بضائع صينية تقدر قيمتها بـ200 مليار دولار قريبا، بعد انتهاء فترة إبداء الرأي العام فيها الأسبوع القادم، بحسب تقرير «بلومبيرغ».

وكانت «بلومبيرغ» أشارت مساء أول من أمس إلى أن ترمب أبلغ مساعديه بأنه يريد المضي قدما في خطة لفرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار الأسبوع القادم، في تصعيد جديد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأنهى مسؤولون أميركيون وصينيون محادثات الأسبوع الماضي من دون إحراز تقدم كبير نحو تخفيف حدة المشكلات التجارية بين البلدين. وردت الصين على تلك الضرائب الجمركية بفرض ضرائب مماثلة على بضائع أميركية بالقيمة نفسها، كما رفعت دعوى في منظمة التجارة العالمية بشأنها. وتقول وزارة التجارة الصينية إنها «تشتبه إلى حد كبير» في انتهاك الولايات المتحدة لقواعد المنظمة.

ومنظمة التجارة هي المشرفة على نظام القواعد الذي يحكم التجارة العالمية. وهي منتدى لحل الخلافات بين البلدان فيما يتعلق بانتهاكات قواعد التجارة العالمية، والتفاوض بشأن أي قرار جديد يسعى إلى تحرير التجارة. ولا يؤيد ترمب الاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف