أنقرة - اليمن اليوم
تخطط تركيا لجذب استثمارات بقيمة 3 مليارات دولار خلال مؤتمر «بادر» الأول للاستثمار العالمي، الذي يعقد في مدينة إسطنبول غداً (الاثنين) برعاية وزارة التجارة، وبدعم من مكتب الاستثمار الرئاسي ووزارات الخزانة والمالية والصناعة والتكنولوجيا والثقافة والسياحة.
وقال علي إرجوشكون، عضو مجلس إدارة منصة «بادر» للاستثمار، إن القمة الاستثمارية سيشارك فيها نحو 270 مستثمراً أجنبياً من أكثر من 40 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وروسيا، واليابان، وفرنسا، وسويسرا، والسعودية، والإمارات، وقطر، واليمن، ولبنان، والسودان.
وأضاف إرجوشكون في تصريحات أمس (السبت)، أنه سيتم خلال المؤتمر شرح فرص الاستثمار في 8 قطاعات، هي الطاقة والسياحة والبناء والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة والثروة الحيوانية والصحة.
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، إلى جعل تركيا مركز جذب للمستثمرين الأجانب على المستويين المتوسط والعالي، وشرح قانون الأعمال في تركيا، بالإضافة إلى تعريف المستثمرين الأجانب بقضايا مثل حق الحصول على الجنسية. ولفت إرجوشكون إلى أن هناك 58 ألفاً و954 شركة أجنبية تعمل في تركيا، من بينها 34 ألفاً و573 شركة بين شركاء محليين وأجانب، وسوف يجتمع خلال المؤتمر المستثمرون الأجانب والشركات المحلية لتأسيس الشركات وتوقيع اتفاقيات شراكة، وإجراء عمليات الاستحواذ على الشركات، والمشاركة في المشروعات.
وأوضح إرجوشكون أن المنصة لا تهدف فقط إلى جمع المستثمرين الأتراك والأجانب معاً لمناقشة الفرص التجارية في تركيا، ولكن للحديث عن التعاون المحتمل في مناطق أخرى مثل البلقان وأوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى.
وأضاف أن الحدث شهد إقبالاً كبيراً من المستثمرين الأجانب، وأن عدد الطلبات كان أعلى مما كان متوقعاً من قبل، وأن المنصة نجحت في اجتذاب شركات استثمار أجنبية مهتمة بمجالات مثل الصناعة والسياحة والصحة والطاقة.
على صعيد آخر، تجري شركتا «فورد» الأميركية و«فولكسفاغن» الألمانية محادثات لإقامة شراكة استراتيجيّة من شأنها أن تدفع الأخيرة إلى إنتاج بعض نماذج سياراتها التجارية في تركيا. وأشارت التقارير إلى أن الشركتين قد تنتجان أيضاً سيارات كهربائية ومستقلة في مصانع مع بعضهما البعض من أجل خفض التكاليف.
وكجزءٍ من هذه الشراكة، قد يتم إنتاج سيارات «فولفر» و«ترانسبورتر» التجارية من «فولكسفاغن» في مصنع «فورد» في تركيا، حيث تقوم «فورد» بتصنيع موديلات مركبات النقل والتصاميم الخاصة، وفقاً لتقرير لشبكة «بلومبيرغ» الأميركية.
وقال المدير العام لشركة «فورد أوتوسان»، حيدر يني جون، «تفاوضت شركتا (فورد) و(فولكسفاغن) على تطويرٍ وإنتاجٍ مشتركٍ للسيارات لفترة من الزمن. ولم يتمّ إبرامُ اتفاقٍ بينهما بعد، وسيعلنان النتيجة قريباً جداً بمجرد بدء انتهاء التفاوض واتخاذ القرار».
وقالت مصادر في القطاع إن حافلة «فولكسفاغن» الصغيرة «ترانسبورتر»، التي تُكافئ «فورد» (كوستوم) و«فورد» (ترانزيت فولكس)، سيتم تصنيعها على خطّ تجميع «فورد» في تركيا. ومن المتوقع أن تعمل شركة «فولكسفاغن» على تصنيع ما بين 150 ألفاً و180 ألف هيكل سنوياً في تركيا.
وقال الخبراء إن إنتاج سيارات «فولكسفاغن» التجارية في تركيا سيعيد إحياء القطاع بشكل كبير. في عام 2017 أنتجت مصانعُ تصنيع السيارات التركية 552 ألفاً و825 سيارة تجارية. وأنتجت 439 ألفاً و644 سيارة خلال الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام.
وتحتل شركة «فورد أوتوسان» المرتبة الثالثة بين أكبر المصدرين الأتراك منذ عام 2005. وتجري عمليات التصنيع الخاصة بها في مناطق إقليم مرمرة الشمالية غولجوك ويني كوي، وكذلك في منطقة إينونو المركزية في الأناضول. كما تمتلك الشركة مركزاً للبحث والتطوير في إسطنبول.
وتعد «فورد تركيا» أكبر قاعدة لإنتاج المركبات التجارية في أوروبا، حيث أنتجت نحو 440 ألف سيارة و75 ألف محرك في عام 2017. وتمتلك الشركة 67 في المائة من إجمالي إنتاج السيارات التجارية في تركيا.
وتعمل «فولكسفاغن» على تحويل الإنتاج في مصانعها «إيمدان» «زويكاو» و«هانوفر» إلى قواعد تصنيع للسيارات الكهربائية في محاولة منها لتصبح أكبر منتجٍ للسيارات الكهربائية في أوروبا.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات لوزارة الجمارك والتجارة التركية أن العجز التجاري في البلاد تراجع 90 في المائة على أساس سنوي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ليسجل 0.6 مليار دولار، فيما زادت الصادرات وانكمشت الواردات.
وأشارت البيانات إلى أن الصادرات زادت 9.49 في المائة إلى 15.53 مليار دولار، في حين تراجعت الواردات 21.47 في المائة إلى 16.14 مليار دولار خلال الفترة نفسها. وقالت وزيرة الجمارك والتجارة التركية روهصار بكجان، إن عائدات الصادرات التركية خلال نوفمبر الماضي، والـ12 شهراً الأخيرة، حققت أعلى مستوى في تاريخ الجمهورية التركية.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الثقافة والسياحة التركية أن أكثر من 41 مليون سائح زاروا البلاد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام. وبحسب بيانات الوزارة، فإن عدد الزوار الذين قدموا إلى تركيا خلال الفترة المذكورة، إضافة إلى المواطنين الأتراك المقيمين في الخارج، بلغ أكثر من 41 مليون سائح.
وأشارت إلى أن عدد السياح الذين زاروا البلاد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي ارتفع بنسبة 22.43 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتصدر الروس قائمة السياح الأكثر توافداً على تركيا.
ولفتت البيانات إلى أن أعداد السياح الروس الذين زاروا تركيا خلال الفترة المذكورة بلغ 5 ملايين و724 ألفاً و672 سائحاً، تلاهم الألمان بعدد 4 ملايين و155 ألف سائح. واحتلت بريطانيا المرتبة الثالثة بمليونين و158 ألف سائح. وارتفع عدد السياح الصينيين إلى تركيا بنسبة 80 في المائة مقارنة بالعام الماضي، حسبما أفاد به وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، الذي قال إن عام سياحة تركيا الذي أعلن في الصين خلال 2018، كان مثمراً جداً.