القاهره-اليمن اليوم
مصر تستطيع.. هذا ليس شعارا يُرفع بل مشروع قومي تجسّد فعليًّا؛ فمصر كانت قادرة يومًا على أن تقف في مصافّ دول الصناعات الميكانيكية الحديثة، وذلك في أوائل الخمسينات عندما كانت مصر تسعي بكل قوة لتلحق بالثورة الصناعية الأوروبية بثورة صناعية تبدأ بها، ثم تمتد للوطن العربي وأفريقيا، حينها قامت مصر بتدشين مصنع النصر للسيارات ومصنع حربي لتصنيع طائرة القاهرة، وقد كانت كل المؤشرات الأولية تثبت أن مصر تقترب من معدلات الجودة العالمية في الصناعات الميكانيكية المتوسطة، بل واستهدفت مصر أن تكون تلك المرحلة تمهيدًا لميلاد الصناعات المتكاملة والثقيلة، ولكن تحت ضغوط الحرب توقفت مصر تاركة ميراثًا ثقيلًا متمثلًا في البنية التحتية العملاقة لشركاتها غير المستغلة والذي سنحاول من خلال هذا الطرح تقديم رؤية أولية لهيكلة وتطوير شركة النصر للسيارات كمقدمة لإعادة إحياء صناعة السيارات المصرية.
ونبدأ هذا الطرح من خلال استعراض الخلفية التاريخية لصناعة السيارات في مصر للوقوف على التوصيف الدقيق للوضع الراهن للشركة.
نشأة شركة النصر
عام 1957 تأسست شركة النصر للسيارات، وفق قرار وزاري، نصّ على تشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة بهدف إنتاج سيارات الملاكي واللوري والأتوبيسات في مصر، وقد كان؛ فقد استطاعت الشركة إنتاج السيارة رمسيس كأول سيارة مصنعة في مصر عام 1959م.
ثم قامت شركة النصر بدعوة شركات عالمية لتفعيل عدد من الشراكات ونقل الخبرات ليتم التعاون مع شركة “كلوكنر، وهمبولدت، ودوتيز” الألمانية المعروفة الآن باسم “دويتزآ.جي”، وتوقيع عقد تجميع وتصنيع لسيارات فيات في مصر، ليتم إنتاج نحو 19 طرازًا مختلفا حازت على ثقة المصريين.
وكانت أكثر السيارات مبيعًا في السوق المصرية لتحصل شركة النصر على امتياز تعديل الموديلات لشركة فيات الإيطالية، لتبدأ شركة النصر في إصدار طرازات تحمل شعارها.
وتوالت عقود العمل والشراكات، ليتم التعاقد مع شركة جرارات زراعية مع يوغوسلافيا والمقطورات مع شركة بلا وهيرد الألمانية، لتصبح بذلك شركة النصر للسيارات إحدى الشركات الرائدة في الشرق الأوسط في إنتاج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة تطورًا كبيرًا بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية، فبعد أن كانت الشركة تعمل بـ290 عاملًا وصلت لأكثر من 18 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة، بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة عملت نصر على تجميع سيارات، وقد حققت تلك الإصدارات من خطوط إنتاج الشركة رواجًا داخل السوق المصري نظرًا لقوة تحملها وصلابة هيكلها الذي لاءم المستخدم المصري، والدليل على ذلك استمرار إنتاج بعض الموديلات إلى وقت قريب، وأيضًا تواجد عدد كبير من موديلات الشركة القديمة التي تعمل إلى وقتنا هذا في الشارع المصري.
هذا وقد أنتجت الشركة منذ بداية إنشائها عام 1959 وحتى العام المالي (2008- 2009) 384884 سيارة، ووصل عدد الأتوبيسات والميني باص حتى عام 2000 نحو 16114 أتوبيسًا و33285 لوريا و39470 جرارًا زراعيًّا.
قد يهمك ايضا: