اليورو

ارتفع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية،ليواصل مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مقتربا من أعلى مستوى فى أربعة أسابيع المسجل فى وقت سابق من تعاملات الأمس ،مع استمرار عمليات بيع العملة الأمريكية مقابل معظم العملات الرئيسية والثانوية،وحققت العملة الأوروبية الموحدة أكبر مكسب سنوي منذ عام 2003 ،فى عاما شهد إقبالا واسعا على شراء اليورو ،وقدم اليورو أفضل أداء سنوي من بين جميع العملات الرئيسية ،ليكون عام 2017 هو عام اليورو.

ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% حتى الساعة 07:30 جرينتش ، ليتداول عند 1.1952$ ،وسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 1.1942$ ،وسجل الأعلى عند 1.1958$ ،والأدنى عند 1.1935$.

أنهي اليورو تعاملات الأمس مرتفعا بنسبة 0.5% مقابل الدولار الأمريكي،فى ثاني مكسب يومي على التوالي ،مسجلا أعلى مستوى فى أربعة أسابيع 1.1959$ ،وعلى مدار الأسبوع الحالي حقق اليورو ارتفاعا حتى الآن بنحو 0.8% ،على وشك تحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي.

كان اليورو قد حقق الأسبوع الماضي ارتفاعا بنسبة 0.9% مقابل الدولار،فى أول مكسب أسبوعي خلال شهر ،بفعل الصعود الواسع لعوائد السندات طويلة الأجل فى أوروبا و ألمانيا.

تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ،مواصلا خسائره لليوم الرابع على التوالي ،مسجلا أدنى مستوى فى ثلاثة أشهر 92.22 نقطة ،مع استمرار بيع العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات،وسط المخاوف بشأن مخاطر تطبيق قانون الضرائب الجديد فى الولايات المتحدة ،بالإضافة إلى هبوط عوائد السندات الأمريكية فئة عشر سنوات.

وعلى مدار عام 2017 حقق اليورو ارتفاعا بنسبة 13.5% مقابل الدولار الأمريكي ،محققا أول مكسب سنوي خلال الأربع سنوات الأخيرة ،وبأكبر مكسب سنوي منذ عام 2003، فى عاما شهد إقبالا واسعا على شراء اليورو ،وقدم اليورو أفضل أداء سنوي من بين جميع العملات الرئيسية ،ليكون عام 2017 هو عام اليورو.

وتعود عمليات الشراء الواسعة للعملة الأوروبية الموحدة اليورو خلال 2017 إلى العديد من الأسباب الاقتصادية والسياسية والأخرى المرتبطة بالسياسة النقدية الخاصة بالبنك المركزي الأوروبي.

فمن الأسباب الاقتصادية وهو العامل الإيجابي الأهم الذي دعم اليورو خلال 2017 ، اقتراب الاقتصاد من بلوغ مرحلة النمو والازدهار المستدام ،محققا أفضل مستويات مرحلة التعافي ،وسجلت الأنشطة الصناعية والخدمية فى كامل أوروبا خلال النصف الثاني من هذا العام أعلى مستويات النمو خلال ست سنوات،ورفع المركزي الأوروبي توقعات النمو خلال 2017 إلى 2.4% من 2.2%.

وحققت وتيرة التضخم الأوروبية تعافيا مقبولا خلال 2017 ،وأن كانت الوتيرة لا تزال حتى الآن بعيدة عن مستهدف البنك المركزي ،وعبر صانعي السياسة النقدية الأوروبية عن الثقة فى بلوغ المستهدف لكن قد يحتاج الأمر إلى فترة زمنية أطول من المحددة سابقا.

ومن الأسباب السياسية المباشرة نتائج انتخابات الرئاسة فى فرنسا ثاني أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو ،والتي أسفرت عن ممثل الوسط إيمانويل ماكرون ليصبح أصفر رئيس منتخب فى تاريخ فرنسا ،وجاء فوز ماكرون على حساب مارين لوبان المناهضة للاتحاد الأوروبي ،والتي كانت تدعو إلى الخروج من منطقة اليورو.

وبالنسبة للسياسة النقدية فى منطقة اليورو كان القرار الأهم الذي تم اتخذه خلال الاجتماع الأخير لعام 2016 بخفض برنامج شراء السندات المحفز للاقتصاد من 80 مليار يورو شهريا إلى 60 مليار شهريا بداية من آذار/مارس 2017 إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 ،وأكد على الثقة فى مسار تعافي الاقتصاد واقتراب تحقيق أهداف النمو.

وخلال اجتماع تشرين الأول/أكتوبر2017 قرر المركزي الأوروبي مجددا خفض برنامج شراء السندات بمقدار النصف إلى 30 مليار يورو على أن يستمر العمل بالبرنامج لمدة تسعة أشهر أخري بداية من كانون الثاني/يناير 2018 حتى أيلول/سبتمبر 2018.

وفتحت تلك القرارات الباب أمام احتمالات استمرار المركزي الأوروبي فى تشديد السياسة النقدية خلال العام المقبل ،ورفع أسعار الفائدة الأوروبية المنخفضة عند مستويات قياسية للمرة الأولى فى عدة سنوات.