انطلاق أشغال الملتقى الدولي لتمويل الصحة في تونس

انطلقت،  بتونس العاصمة، وتتواصل على مدى يومين، أشغال الملتقى الدولي لتمويل قطاع الصحة الذي تنظمة الجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة الليبية.

وتشارك في الملتقى عدد من الجامعات الطبية، ويحضره عدد هام من رجال الأعمال ووزراء الصحة بعدد من البلدان الافريقية، وستتم خلاله إقامة جملة من المحاضرات يقدمها مختصون في مجالات مرتبطة بتمويل الخدمات الصحية وطرق تمويل النظم الصحية.

ويدرس الملتقى كيفية تحقيق التغطية الشاملة في مجال الرعاية الصحية، وتمويل الأدوية عالية التكلفة في البلدان ذات الامكانيات الضعيفة والمتوسطة، وتمويل الخدمات الجراحية، وإمدادات الأدوية والبرامج المشتركة أثناء الطوارئ، الى جانب تقديم الصحة على أنها مجال استثماري حيوي يحقق التنمية والأهداف الاقتصادية التي تراهن عليها كافة الدول والحكومات.

وقال رئيس الملتقى، رضا العوكلي، في كلمة له، بالمناسبة، أن الهدف من عقد المؤتمر إيجاد طرق تمويلات جديدة للنظم الصحية ، والتعريف بنظم أكثر نجاعة لتمويل النظم الصحية، وذلك بغية إقناع أصحاب القرار بمراجعة سياساتهم في مجالي التكافل والضمان الاجتماعي بما يوفر حلولا للاشكاليات المتعلقة بشح التمويل .

وأبرز العوكلي أن نجاح النظم الصحية غير مرتبط بالضرورة بحجم الاعتمادات المرصودة لنظام التكافل الاجتماعي، وانما بنوعيتها اذ تختلف نتائجها من بلد لآخر، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن عددا من البلدان اعتمدت نظم توفيرأكثر نجاعة بما أتاح إيجاد الحلول المالية لانظمتها الصحية بالرغم من محدودية الاعتمادات التي ضختها في هذا الشأن.

كما بين أن بلدانا أخرى خصصت اعتمادات ضخمة للضمان الاجتماعي، إلا أنها لم تتمكن، رغم ذلك، من تحقيق نتائج ايجابية في مستوى تمويل خدمات الصحة العمومية المسداة للمواطنين.

وأوضح رئيس لجنة تنظيم الملتقى، عبد الله الفرشيشي، من جانبه، أن الملتقى يعد محطة هامة لدفع نسق السياحة الطبية والاستشفائية في تونس حتى تصبح قطبا طبيا مشعا في افريقيا، معتبرا أن بحث طرق التمويل والاستثمار في مجال الصحة هو منطلق لتطوير عديد الخدمات الاخرى المرتبطة بالقطاع الصحي.

كما أبرز الفرشيشي أن إقامة هذه التظاهرة بشراكة تونسية ليبية يشكل أرضية صلبة لتحقيق مكاسب اقتصادية مشتركة أخرى بين البلدين بالارتكاز على قطاع الصحة.

وفي مداخلة له خلال أشغال الملتقى، أشار وزير الصحة السابق، سعيد العايدي، بالخصوص، إلى أهمية عدم النظر إلى التمويل في مجال الصحة على أنه كلفة ونفقات تدفعها الدول والحكومات، داعيا إلى اعتباره استثمارا ضروريا .

أما رئيس الجامعة التونسية للصحة، أبوبكر زخامة، فقد أكد، من جهته، على ضرورة التحكم في النفقات الصحية، في ظل ما تعانيه الصناديق الاجتماعية من أزمة نتيجة تفاقم ديونها، مبينا أن حسن التصرف في مخزونات العلاج سيمكن من تقليص النفقات الصحية للتحكم بها.

كما دعا زخامة إلى مزيد الترفيع من جودة الخدمات الصحية، وإلى الحد من تكلفة العلاج بما يدعم تنافسية المؤسسات الصحية التونسية .

وينظم، على هامش الملتقى، معرض للشركات العاملة في مجال الصحة والادوية سيخصص لعرض منتوجات وخدمات هذه المؤسسات أمام المهنيين وصانعي القرار في المجال.