القاهرة - اليمن اليوم
تحدثت الفنانة لقاء سويدان وابنتها جمانة عن نشاطاتهما الفنية وكشفتا عن الكثير من أسرار حياتهما الخاصة.
- : ما مدى حماستك لدخول ابنتك جمانة مجال التمثيل؟
“ابنتي جمانة موهوبة بالتمثيل منذ صغرها، وأنا واثقة بأنها ستخوض تجربة التمثيل يوماً ما، لكنني لا أعرف متى ستخطو هذه الخطوة، وحين أسألها عن طموحها في التمثيل، تجيبني بأنها تفضّل أن تستكمل دراستها أولاً، وبعدها تفكّر في التمثيل، وأنا أترك لها حرية القرار.
- هذا يعني أن مشاركتها النجمة غادة عبدالرازق في مسلسلها الأخير “ضد مجهول” لم يكن مخططاً لها؟
حصل ذلك بمحض الصدفة، وكان اختيارها لتجسيد دور ابنة غادة في المسلسل مفاجأة كبيرة لي، لأن الشخصية مؤثرة في الأحداث، وتدور حولها قصة العمل، وقد غامر المخرج طارق رفعت في اختيار وجه جديد ليقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وكان من الأسهل له ولفريق العمل ترشيح ممثلة سبق أن شاركت في أعمال فنية، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية.
وفي لقائي الأول معه، قلت له رأيي بصراحة، وعبّرت عن خوفي الشديد من عدم نجاح جمانة في تقديم الدور بالشكل المطلوب رغم أنها ابنتي، لكن صنّاع العمل أصرّوا على مشاركتها في العمل، بل كانوا واثقين من موهبتها، كما فوجئت برد فعل جمانة الذي تحول إلى النقيض، بحيث ازدادت رغبتها في التمثيل بعد علمها بالمسلسل.
- يتناول المسلسل قضية اغتصاب الأطفال، ألم يشعرك هذا بالقلق؟
كل أصدقائي والمقربين مني صدموا لدى علمهم بموافقتي على أن تلعب ابنتي دور الطفلة المغتصَبة، ولم يعرفوا أن فكرة المسلسل هي السبب في قبولي مشاركة جمانة في العمل، فهذه القضية مهمة جداً، وظاهرة التحرش بالأطفال واغتصابهم متفشية في مجتمعنا العربي، وأنا مثل أي أم أخاف على ابنتي كثيراً، وتسليط الضوء على تلك القضية من خلال عمل فني أمر إيجابي ويخدم المجتمع كله. وفي المقابل، يتطرق المسلسل الى مشكلة قيد جرائم الاغتصاب ضد مجهول، وقد عانيت شخصياً من ظلم هذا القانون في قضية قتل شقيقي رحمه الله. كما كنت واثقة في مخرج العمل وطريقة عرضه للقضية بشكل لا يؤذي ابنتي نفسياً، أو يكون مشهد الاغتصاب خادشاً للحياء.
- ماذا عن رد فعلك بعد عرض المسلسل وتحقيق ابنتك النجاح؟
لم أتوقع أن تحقق جمانة كل هذا النجاح، فردود فعل الجمهور الإيجابية وإشادات النقاد بأدائها للدور، أشعرتني بسعادة فاقت سعادتي بنجاح أعمالي الفنية الخاصة. لكن في الوقت نفسه، كنت خائفة عليها كثيراً، لأن الفشل في أول تجربة يقضي على مستقبلها الفني، إلا أنها كانت على قدر المسؤولية، وأثبتت لي قبل الجميع أنها ممثلة موهوبة بحق، ولم تدخل مجال الفن لأنها ابنة فنانة مشهورة، كما جعلتني أشعر بالفخر حين رفضت أن يجسد “دوبلير” مشاهد الاغتصاب والدفن بدلاً منها، وأصرّت على تقديمها بنفسها، إضافة إلى مكوثها في موقع التصوير لساعات طويلة من دون أن تتعب أو تملّ.
- هل ستتدخلين في اختياراتها الفنية المقبلة؟
مثلما لم أتدخل في ترشيحها أو مشاركتها في أول عمل درامي لها، كذلك لن أتدخل في اختياراتها الفنية، ومساعدتي لها ستقتصر على الدعم والتشجيع مع كل تجربة تمثيل تخوضها، كما يمكن أن أشاركها في قراءة السيناريوات المعروضة عليها، وأسدي إليها النصح، وأعطيها من خبراتي المتراكمة في التمثيل، لكنني لن أفرض عليها رأيي، وسأترك لها حرية الاختيار.
- هل كنت تحرصين على ملازمتها في أوقات التصوير؟
كنت أقوم بذلك بدافع الأمومة وخوفي الشديد عليها. ورغم أنني لمست اهتمام كل فريق العمل بابنتي، وعلى رأسهم النجمة غادة عبدالرازق، كنت أرافقها الى موقع التصوير وأنتظر أن تنتهي من تصوير مشاهدها في المسلسل للاطمئنان عليها.
- هل انشغالك بابنتك منعك من تقديم أي أعمال درامية في موسم رمضان الماضي؟
ظنّ كثيرون أن عدم مشاركتي في دراما رمضان سببه انشغالي مع جمانة، لكن هذا ليس صحيحاً أبداً، لأنني ابتعدت لسببين، أولهما أن الأعمال التي عُرضت عليَّ لم تكن جيدة أو بمستوى طموحي، وبعضها شخصيات كنت قد قدمتها في أعمال سابقة، ورأيت أنها لن تضيف الى رصيدي الفني، أما السبب الثاني فهو انشغالي بتصوير مسلسل “البيت الكبير”، لكن النجاح الباهر الذي حققته ابنتي عوّضني عن غيابي في موسم رمضان الماضي، ولم أشعر بأي ندم أو حزن على ذلك.
- انتشرت أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن جمانة أصبحت تنافسك في الشهرة، فما تعليقك؟
تبتسم، تابعت هذه التعليقات بنفسي، وقد أسعدتني كثيراً، لكنها في الوقت نفسه أضحكتني... فلا مجال للمقارنة بيني وبين ابنتي بحكم فارق السنّ، كما أن نوعية الأدوار التي ستقدمها جمانة لا يمكن أن تناسبني، والعكس صحيح. ومهما بلغت الإطراءات، يستحيل أن أغار من ابنتي، بل أتمنى دائماً أن تكون أفضل مني، فتتألق وتحقق المزيد من النجومية والنجاح، وأكثر من ذلك، حين نكون معاً في مكان عام، يلتفّ الجمهور حولها لالتقاط الصور التذكارية، ويحتفون بها أكثر مني، فتغمرني السعادة، وأحياناً أحاول الابتعاد عنها حتى لا أستقطب معجبيها، فنجاحها نجاحي، وهي أغلى ما في حياتي.
- ما أوجه الشبه بينكما؟
جمانة تشبهني في الكثير من الصفات والسلوكيات، ولعل أبرزها الهدوء والقدرة على التحمّل والصبر، وفي الوقت نفسه تتمتع بشخصية مستقلة، مثلاً ذوقها مختلف عن ذوقي في الألوان والملابس وتسريحة الشعر، لكنها تشبهني في ما يتعلق بالأداء التمثيلي والميل إلى الطبيعية وعدم المبالغة، وهي المدرسة الأقرب الى قلبي في التمثيل.
- وهل سيجمعكما عمل فني قريباً؟
حتى الآن لا مشروع قائماً يجمعنا معاً، لكن ابنتي طلبت مني ألاّ أشاركها حالياً في أي عمل فني حتى لا يظن البعض أنني من رشحها للمشاركة في العمل، ولأنها ترفض أن يقيّم الجمهور أداءها على أساس أنها ابنتي، وأنا أوافقها الرأي، لأنني أحب أن تتكل على نفسها ولا تعتمد على نجوميتي، ولذلك من الأفضل لي ولها تأجيل هذه الخطوة، إلا إذا عُرض علينا عمل فني مميز ولا يمكن الاعتذار عنه.
- ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
أحضّر حالياً للجزء الثاني من مسلسل “البيت الكبير”، بطولة لوسي وسوسن بدر ومنذر رياحنة وأحمد بدير، تأليف أحمد صبحي وإخراج محمد النقلي، وقرر فريق العمل تقديم جزء ثانٍ منه بعد النجاح الكبير الذي حصده الجزء الأول أثناء عرضه، ووصلني العديد من ردود الفعل الإيجابية على دوري فيه، واستمتعت بالتعاون مع كل نجوم العمل الذين تجمعني بهم علاقة صداقة على المستوى الشخصي، كما أن الحلقات الجديدة ستكشف عن تطور كبير في شخصية “فوزية” التي أجسدها خلال الأحداث، وأعد الجمهور بمفاجآت كثيرة ستجعل الجزء الثاني من العمل أكثر قوة وتميزاً من جزئه الأول.