بيروت ـ اليمن اليوم
انتقلت الضجة التي تشهدها بيروت حاليًا، بشأن عدم السماح بعرض فيلم أميركي تقوم ببطولته الممثلة وعارضة الأزياء الإسرائيلية غال غادوت فارسانو، إلى الصعيد الرسمي بعد أن وردت تقارير بشأن تدخل الحكومة اللبنانية لوقف عرض الفيلم. ويحمل الفيلم اسم "المرأة المعجزة" التي تقوم ببطولته فارسانو البالغة من العمر 32 عامًا، إلى جوار الممثل الأميركي اليهودي كريستوفر وايتلو. وتتناقل وسائل إعلام عربية وعبرية على السواء، أنباء عن بيان صادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، جاء فيه أن الوزارة "باشرت باتخاذ الإجراء اللازم لوقف عرض فيلم "المرأة المعجزة"، الذي تشارك في بطولته ممثلة إسرائيلية".وجاء في بيان الوزارة أنها "أعدت كتابًا للمديرية العامة للأمن العام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع عرض هذا الفيلم".
القائمة السوداء
من ناحيته، علّق وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانية رائد خوري، في تغريدة له عبر موقع "تويتر"، قال فيها إن "الوزارة اتخذت عددًا من الإجراءات سابقًا بخصوص إيقاف أفلام تشارك بها هذه الممثلة، فقد قامت بالإجراءات اللازمة لحظر فيلم Batman V Superman في آذار/مارس 2016". ولفت خوري عبر تغريدته إلى أن "الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أصدرت مذكرة في نيسان/أبريل 2016، تتعلق بمنع الأفلام والأعمال الفنية التي تشارك بها الممثلة الإسرائيلية".
وحسب مصادر إعلامية، جاء موقف الوزارة اللبنانية عقب ضغوط مارستها "حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان"، التي بدأ القائمون عليها في الأيام الأخيرة، حملة لتوعية المسؤولين بشأن الممثلة الإسرائيلية التي نالت لقب ملكة جمال إسرائيل عام 2004. ووفقًا للمصادر الإعلامية، أعربت الممثلة الإسرائيلية عن مواقف مؤيدة للعدوان الإسرائيلي الأخير "الجرف الصامد" على قطاع غزة، في صيف عام 2014، كما أنها مجندة سابقة في جيش الاحتلال.
مخالفة قانونية
واعتبرت الحملة أن "عرض الفيلم في لبنان مخالف للقانون، وحددت أسماء دور العرض التي كان يفترض أن تعرض الفيلم، فضلًا عن المواقع الإلكترونية اللبنانية التي تروج له دون علم مسبق أو بعلم، بشأن هوية الممثلة الإسرائيلية، حيث يتناقض عرض الفيلم مع المواقف الرسمية اللبنانية بشأن التطبيع الثقافي مع إسرائيل". وشهدت الأيام الأخيرة حملات مكثفة على شبكات التواصل الاجتماعي اللبنانية، استهدفت منع عرض الفيلم، الذي كان يفترض أن يبدأ عرضه اليوم الخميس في غالبية دور العرض بأنحاء البلاد.
وحسب تقارير لبنانية، أرسلت "حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان" شكوى إلى "مكتب مقاطعة إسرائيل" في وزارة الاقتصاد والتجارة، مطالبة إياه "بتسليط الضوء على ما يحصل"، فيما بدأت الوزارة على الفور باتخاذ التدابير اللازمة لمنع القيام بخطوة من شأنها أن تفسر على أنها "تطبيع ثقافي" مع إسرائيل.
وشنّت وسائل إعلام إسرائيلية هجومًا ضد إعلان وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، بشأن منع عرض الفيلم، وانتقدت إعلان الأخيرة بأن سبب المنع هو خدمة الممثلة الإسرائيلية بالجيش الإسرائيلي، وتأييدها لعملية "الجرف الصامد" على قطاع غزة. وسلطت قناة "20" الإسرائيلية، الضوء على القرار اللبناني، ووضعته في إطار المواقف الرسمية التي تبديها الحكومة والرئاسة اللبنانية ضد إسرائيل، وركزت أيضًا على محاولات قامت بها الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل في هذا الصدد، زاعمة أن "من بين الوسائل التي منعت عرض الفيلم هي تهديدات مارستها تلك الحملة على الحكومة اللبنانية".