مكة المكرمة - سعيد الغامدي
وصل عدد الحجاج القطريين الداخلين عبر منفذ سلوى الحدودي إلى أكثر من 900 حاج حتى يوم أمس الجمعة، وهو مايعادل 75 في المئة من الحصة المقررة لحجاج قطر البالغة 1200 حاج، بناء على بيانات وزارة الاوقاف القطرية العام الماضي. ويأتي هذا على رغم رفض السلطات القطرية التجاوب مع طلب قدمته الخطوط السعودية منذ أيام لنقل الحجاج القطريين جواً من "مطار حمد الدولي" في الدوحة إلى "مطار الملك عبدالعزيز الدولي" في جدة، تمهيداً لإيصالهم إلى المشاعر المقدسة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمر في 17 آب/أغسطس بتسهيل دخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر المنفذ البري لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية، ونقلهم من مطار الدوحة على نفقته. وقال المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني أمس، إن "السلطة القطرية قامت بحجب الرقم المجاني للجنة خدمات الشعب القطري المشكلة بأمر خادم الحرمين بناءً على وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.
وأكد القحطاني في تغريدات له عبر حسابه في "تويتر" أن "لجنة خدمات الشعب القطري قامت بمساعدة المئات من أهل قطر سواء من الحجاج أو أهل الحلال أو الذين يرغبون في زيارة أقاربهم، وغير ذلك من حالات".
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن بلادها تجري اتصالات مع الدوحة لحل الأزمة التي تعانيها، وأكدت أن كلاً من الحكومة القطرية ونظيرتها الإيرانية هما أفضل من يمكنه الإجابة على الأسئلة التي تحوم حول إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك في إشارة إعلان الدوحة الأخير بإعادة سفيرها إلى طهران.
وأوضحت نويرت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته ليل أول من أمس، أنه منذ الخامس من حزيران/يونيو -إعلان المقاطعة - مضى على الأزمة وقت طويل، ونبقى قلقين من هذا الوضع، وفي ما يتعلق بالسؤال عن إعادة قطر العلاقات الدبلوماسية مع إيران، أوضحت أن حكومتي قطر وإيران هما أفضل من يمكنه الإجابة على الأسئلة المتعلقة بذلك.
ورداً على سؤال عمّا إن كان إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وطهران يدفع بالأزمة الخليجية لتصبح أسوأ، قالت بحسب "سي إن إن": هناك أمور دبلوماسية تجري قد لا نعلم بها أو أننا لا نريد التحدث وتناولها في الوقت الحالي، أعلم أن هذه الإجابة ليست كافية، ولكن ما يمكنني قوله في الوقت الحالي هو أن الولايات المتحدة الأميركية تبقى قلقة من الأزمة، ونحن مستمرون بالحديث مع الحكومة القطرية.
إلى ذلك، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن الأزمة القطرية تدار بمراهقة لا نظير لها، منتقداً ربط إعادة سفير قطر إلى طهران بعودة التبادل التجاري بين الإمارات وإيران. وأكد الوزير الإماراتي في تغريدات له عبر حسابه في "تويتر" أن "القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة، هذه هي حال الاستدارة التي تمارسها الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران.
وأضاف قرقاش: "القرار السيادي يجب ألا يكون خجولاً مرتبكاً، لكنها المكابرة والمراهقة التي تجعله كذلك، حين يكون الإعلام أداتك الوحيدة يصبح التبرير ضجيجاً غير مقنع.. العودة للتبادل التجاري الإماراتي مع إيران لتبرير عودة السفير القطري يتجاهل أن المصالح الإيرانية الأساسية في الخليج هي في حقول الغاز مع قطر". وقال إن أزمة قطر "تدار بمراهقة لا نظير لها، وعودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية، ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته".