الرباط - اليمن اليوم
برزت في الأسابيع الأخيرة موازاة مع الأجندة الدبلوماسية والسياسية المكثفة للمغرب في الواجهة الإفريقية، من خلال ترسيم وإعلان حضور الضباط العسكريين المغاربة في كبريات العواصمالأفريقية، المجلس الوزاري، الذي ترأسه الملك الإثنين، صادق على مرسوم يحدث منصب ملحق عسكري في سفارة المغرب لدى نيجيريا، فيما أنهت الأمانة العامة للحكومة تحضير مرسوم مماثل، يحدث منصبًا مماثلًا في سفارة المغرب في إثيوبيا، الملحق العسكري المغربي في أديس أبابا، سيصبح أيضًا مستشارًا عسكريًّا لدى البعثة الدائمة للمغرب في الاتحاد الأفريقي، المرسومان أدرجا المنصبين الجديدين ضمن الخانة التي تخوّل أصحابها تعويضات مالية إضافية تساوي 5000 درهم.
وتأتي الخطوتان الجديدتان بعد موجة تعيينات أخرى قام بها المغرب قبل عامين، حيث أحدث منصب ملحق عسكري في سفاراته في كل من مالي وليبيا والغابون والكوت ديفوار، العاصمتان الأثيوبية والنيجيرية، تندرجان في سياق مرتبط، حيث يمثّل الشق العسكري جزءً من عضوية الدول الأفريقية داخل منظمة الاتحاد الأفريقي، فيما يسعى المغرب إلى أن يتم هذا الحضور العسكري من داخل منطقة غرب أفريقيا، بدل منطقة الشمال الأفريقي التي تتضمن جبهة البوليساريو.
كشفت مصادر مطلعة أن الاتحاد الأفريقي يوزّع أعضاءه بين خمس مناطق جغرافية، شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط، هذا التقسيم يحتّم التنسيق بين دول كل منطقة من حيث توزيع المقاعد المستندة إليها في هياكل الاتحاد الأفريقي، علاوة على التنسيق الأمني والعسكري، هذه الخطوات الجديدة التي قام بها المغرب، تستكمل ما جرى مباشرة بعد حصول المملكة على العضوية الكاملة في الاتحاد الأفريقي، حيث طلب المغرب الانضمام إلى منظمة دول غرب أفريقيا، كما صادق على النصوص الخاصة في مجلس الأمن والسلم التابع إلى الاتحاد الأفريقي.
وقال الخبير المغربي في الشؤون الأفريقية، الموساوي العجلاوي، إن الحضور العسكري للمغرب في أفريقيا كان دائمًا موجودًا، "لكنه الآن يعلن وينظّم رسميًّا"، وأوضح العجلاوي أن هذا الجانب العسكري هو "جزء من الحضور في الاتحاد الأفريقي الذي يجب أن يكون متكاملًا، وبالتالي فالوجود الأمني والعسكري المغربي موجود، لكنه عادة لا يُكشف، وما يجري هو ترسيم هذا الأمر، بخاصة في العلاقات مع الاتحاد الأفريقي"، وأضاف العجلاوي أن المغرب كعضو داخل الاتحاد الأفريقي، "سيكون مطالبًا بالمشاركة في القوات الأفريقية في مختلف أنواعها، وإن لم يكن عضوًا في مجلس الأمن والسلم الأفريقي، ولن يكون عضوًا قبل 2021، فإن رئيس هذا المجلس لديه لجنة من الخبراء العسكريين، وعلى المغرب أن يكون حاضرًا عسكريًا إلى جانب الشق السياسي".
وأعلن العجلاوي أن المغرب يتقدم بسرعة كبيرة لسد كل الثغرات، التي يمكن أن تضعف من جودة حضوره في مؤسسات الاتحاد الأفريقي "، أما بالنسبة إلى نيجيريا، فالمغرب يعول عليها في انضمامه إلى مجموعة دول غرب أفريقيا، بخاصة أنه حاضر عسكريًّا في عدد من دول هذه المنطقة"، وشدّد العجلاوي أن منطقة شمال أفريقيا تعرف أضعف نسب التنسيق والاندماج الإقليمي في أفريقيا، "حتى أنها لا تجتمع إلا في إطار حوار خمسة زائد خمسة، بين ضفتي المتوسط".
وأنهى العجلاوي حديثه بأن المغرب ونيجيريا سيكونان القوتين العسكريتين الأساسيتين في المنطقة الغرب أفريقية، "والمغرب بالضبط، سيكون هو القوة الأولى من حيث التسلح، وبالتالي سيُطلب منه الكثير وسيتقاطع السياسي مع الاقتصادي، ولا يمكن للعسكري إلا أن يكون حاضرًا".