بيروت ـ فادي سماحه
باشر فوج التدخل الأول في الجيش اللبناني بمساندة فوج المجوقل، تنفيذ خطة محكمة وضعتها القيادة ضد إرهابيي تنظيم "داعش" في جرود رأس بعلبك والقاع، غداة تفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون غرفة العمليات المتقدمة في رأس بعلبك المرتبطة مباشرة بغرفة العمليات في القيادة والتي تتولى الإشراف على المعركة. وبدأ ارتفاع منسوب حماوتها فجر الأربعاء الماضي.
وتقوم خطة الجيش، وفق مصدر عسكري على قضم المناطق تدريجياً بموازاة المباشرة بعمليات مسحها لتنظيفها من الألغام والعبوات الناسفة والذخائر التي تركها الإرهابيون وراءهم لتحصينها ورفع الدشم فيها، إفساحاً في المجال أمام تمركز الجيش في مواقع متقدّمة للإطباق على عناصر "داعش" ومحاصرتهم. وتوزّعت الخطة بين عمليات القصف المتواصل التي تنفذها وحدات الجيش للمواقع والإنجازات التي تحققها الطائرات الاستكشافية "سيسنا" التي تتمتّع بتقنيات عالية في مجال التصوير والمراقبة الليلية ورصد أماكن سقوط القذائف الصاروخية وإطلاق الصواريخ لمسافة لا تقل عن 7 إلى 8 كيلومترات. والأهم أن بإمكانها أن تنقل في شكل مباشر رد فعل الإرهابيين خلال القصف وبعده ومخابئهم وكذلك الصورة الحقيقية للأرض.
وقال المصدر أن تحكم عناصر الجيش بالعملية وتنفيذ المهمات الموكلة إليهم، بدا واضحا في مقاطع مصوّرة عرضت على إعلاميين، جالوا عصر أول من أمس في جولة نظمتها قيادة الجيش، واستثنيت منها مؤسسات إعلامية، على التلال والمواقع التي سيطر عليها الجيش في اليومين الماضيين بعدما كان يسيطر عليها "داعش". ومن تلك المقاطع المصورة مشهد استهداف الجيش للإرهابيين بقذيفة مباشرة سقط نتيجتها 3 منهم. وكانت الجولة بدأت من مركز سلاح المدفعية في رأس بعلبك حيث أطلق الجيش على مرأى الإعلاميين عشرات القذائف على مواقع الإرهابيين.
وأضاف: "تمكّن الجيش من السيطرة على تلال ومواقع في الجرود وإقفال منافذ والانتشار في عمق تبلغ مساحته أكثر من 5 كلم مربع يشرف في شكل كامل على مساحات تتمركز فيها مجموعات داعش". وفي إطار التحضيرات التي يقوم بها الجيش، تؤكد المصادر العسكرية أن التصعيد التدريجي للمعركة يهدف إلى استنزاف الإرهابيين والضغط النفسي عليهم وتوجيه رسالة لهم بأن المعركة جدية ولا عودة عنها وأن لا تسوية معهم ولم يعد هناك سوى الإعلان عن بدئها في توقيت تحدده قيادة الجيش بغطاء وإجماع رسمي تم تأكيده في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى للدفاع. والتنسيق بين الوحدات في أعلى مستوياته خصوصاً بين شبكات نيران المدفعية لشل تحركات الإرهابيين ما سيسهل على الجيش استنزافهم ووضعهم أمام خيارات الاستسلام أو الانتحار أو الهروب.
واتّخذ الجيش قراراً بعدم التنسيق مع أي جهة أخرى، فوحداته في الجرود قادرة على حسم المعركة بتكليف من مجلس الوزراء. وفي هذا السياق، اجتمع رئيس الحكومة سعد الحريري مع قائد الجيش ومدير المخابرات العميد طوني منصور وعرض معهما الأوضاع الأمنية، خصوصاً في البقاع الشمالي، في ضوء الإجراءات التي ينفذها الجيش لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
وكانت دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش عثرت امس الجمعة، على مخزن أسلحة وذخائر وصواريخ في وادي حميد في المنطقة التي كان مسلحو "النصرة" و"سرايا اهل الشام" يتواجدون فيها في جرود عرسال.
ومن الجانب السوري للجرود، نفذ الجيش السوري و"حزب الله" تقدماً تمهيدياً تحت غطاء ناري كثيف تركز، بحسب الاعلام الحربي للحزب، على مرتفعي الحشيشات وابوخديج في جرد الجراجير. وذكرت مواقع اخبارية ان قتيلاً سقط لـ"حزب الله" في العملية ويدعى حيدر البزال.