نواكشوط - اليمن اليوم
دعت ندوة عقدت في نواكشوط تحت عنوان «القمة العربية المقبلة: الفرص والتحديات»، النخب السياسية الموريتانية لوضع الخلافات والتجاذبات جانباً والتفرغ للتحضير الجيد لاستضافة موريتانيا للقمة العربية المقررة في نواكشوط أواخر تموز/يوليو المقبل».
وانتقد المشاركون في الندوة وهم سفراء ووزراء متقاعدون وإعلاميون «انشغال الرأي العام الموريتاني بالتجاذبات السياسية بدل الانشغال بالحدث الذي ينتظر البلد وهو عقد القمة العربية السابعة والعشرين».
وتقدم المشاركون في الندوة التي نظمها المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، للحكومة الموريتانية بمقترحات بينها «تشكيل لجنة مخصصة للصحافة العربية والعالمية ومدها بالمعلومات الدقيقة والموثوقة التى تحتاج إليها لسد الفراغ والمحافظة على سمعة البلد».
واقترحت الندوة «اختيار أشخاص من ذوي التجربة والكفاءة الفكرية والثقافية للتعامل مع الوفود التي ستزور موريتانيا بمناسبة القمة، إلى جانب بناء خيام خاصة بالشعراء لتنظيم «أمسيات» مشتركة بين الشعراء والفنانين، ولعقد مناظرات علمية لإبراز الجانب المحظري في الثقافة الموريتانية»
. وأوصت الندوة كذلك «بتهيئة معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية من أجل إظهار الجانب التراثي والسياحى فى موريتانيا». واقترح المشاركون في الندوة «إبراز طابع موريتانيا الإفريقي وذلك بدعوة الرئيس السنغالي والرئيس المالي لجلسات القمة».
وأوصى المشاركون الحكومة الموريتانية «باقتراح الدعوة لقمة عربية إفريقية بعد انتهاء القمة وتحديد آجالها، من أجل أن تظل موريتانيا مصدر توحيد لكل الأطراف، ولكي تظل الطرف الفاعل بدل ترك الأطراف الأخرى تتولي الدور الحيوي لموريتانيا في التقارب العربي الإفريقي».
واعتبر السفير الشيخ أحمد ولد الزحاف ومن قيادي في الموالاة «أن النظام الحالي يمتلك إرادة سياسية مصرة على أن تلعب موريتانيا دورها كاملاً في المحيط العربي، متمنياً «أن تنقل قمة نواكشوط تطلعات الشعوب العربية للعالم وأن تخلق آلية تمكن من تقويض أسباب التوتر وانهيار سلطة الدولة في البلدان التي تمزقها الحروب الأهلية».
ودعا الدبلوماسي الموريتاني السابق إلى العمل من أجل أن تكون «قمة نواكشوط بداية لتوحيد العرب من خلال تشجيع التكتلات العربية وتطوير التعاون الاقتصادي والسعي لتكون اللغة العربية لغة من اللغات المعمول بها في المنظمات الدولية الفاعلة»
. وأكد وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد فال ولد بلال، في مداخلة أمام الندوة «أن تأخر استضافة القمة بنواكشوط ليس عن ضعف أو عدم ولاء للعرب حيث أنه قبل سنة 2000 لم يكن هناك نص يحدد كيفية استضافة القمة، بل كانت الاستضافة تتم حسب الطلب، قبل أن تتم المصادقة سنة 2000 على ملحق ينظم ويرتب تنظيم القمم العربية حسب الحروف الأبجدية معتبراً أنه»ليس من باب الإنجاز إذا كانت اللائحة تمر باسمك».
وأبدى ولد بلال وهو قيادي في المعارضة «تأييده الاستضافة نواكشوط للقمة العربية «حتى يدرك المحيط الفرانكفوني الضاغط من هي موريتانيا»، حسب تعبيره.
وأكد رئيس المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية الدكتور محمد سيد أحمد فال بوياتي في كلمة له بالمناسبة «أن هدف الندوة هو جمع كلما لدى النخبة الموريتانية من رؤى وتصورات لضمان نجاح القمة وخروجها بنتائج تخدم العمل العربي المشترك».
وكان محمد زين عضو المكتب التنفيذي لحزب تكتل القوى الموريتانية المعارضة قد انتقد في برنامج تلفزيوني أمس استضافة موريتانيا للقمة العربية مؤكداً «ألا جدوى من عقد قمة عربية في ظرف تعيش فيه غالبية البلدان العربية حروباً واقتتالات داخلية».
وقال «كان من المفروض أن توجه موريتانيا الأموال التي ستصرف في تنظيم القمة لإنجاز مشاريع أكثر نفعاً على البلد من تجميع الرؤساء العرب المنشغلين بأوضاعهم الداخلية المتأزمة».
وتواصل لجان حكومية متخصصة أعمالها بشكل مستمر للتحضير للقمة المقبلة. وتحولت شوارع العاصمة المويتانية نواكشوط إلى ورشات عمل لا تهدأ لتعبيد الشوارع داخل المدينة استعداداً للقمة.
نقلا عن أ.ف.ب