الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

"باريس تعرض أن تأخذ على نفسها مراقبة الهدنة في سوريا"، عنوان مقال إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن ضرورة إيجاد آلية مراقبة لتطبيق الهدنة في سوريا.

وجاء في المقال: كان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 حول وقف إطلاق النار المؤقت في سوريا أحد الموضوعات الرئيسية للمحادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي جان ايف لو دريان، في موسكو.

وترى فرنسا ضرورة أن توافق جميع أطراف النزاع المسلح على هدنة حتى يتم إدخال القوافل الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وإجلاء جميع الجرحى. وترى باريس أن من المهم إنشاء آلية خاصة لمراقبة التقيد بوقف إطلاق النار.

كما يرى الخبراء أن فرنسا ترغب في القيام بدور رائد في التسوية السورية.

وفي الصدد، نقلت "نيزافيسيمايا غازيتا" عن يفغينيا أوبيتشكينا، البروفيسورة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، قولها للصحيفة: " ماكرون، الآن، في الاتحاد الأوروبي... ولا سيما في ضوء انشغال ميركل بالمشاكل الداخلية، يريد أن يأخذ زمام المبادرة لتوحيد الأوروبيين، و... حل الأزمة السورية. فهو، أولا، عندما كان مرشحا للرئاسة، نوه بأنه على عكس نهج الرئيس السابق، يعترف بحق الرئيس الأسد في المشاركة في التسوية السياسية. وفي ذلك تجلت خصوصية موقفه؛ ثانيا، وسائل الإعلام الفرنسية كتبت كثيرا جدا عن أن فرنسا تلعب دورا كبيرا في المفاوضات مع الجانب الروسي حول قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية. فلم يكن معروفا حتى اللحظة الأخيرة ما إذا كانت روسيا ستدعم هذا القرار. وفي النهاية، جاء القرار ثمرة لتنازلات، ليس فقط من الجانب الروسي، إنما ومن جانب أولئك الذين اقترحوه".

وأضاف المقال: بعد المحادثات مع لافروف، قال لو دريان إن الجانب الفرنسي لم يعارض المبادرات التي طرحت في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وعلى وجه الخصوص، حول إنشاء لجنة دستورية سورية. ولكن، من وجهة نظر الخبراء، تبقى الأولوية في حل الأزمة السورية بالنسبة للجانب الفرنسي صيغة الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة.

ووفقا لأوبيتشكينا فإن الجانب الفرنسي لديه الموارد الكافية للتأثير في التسوية السورية، فـ "فرنسا لديها ثقافة قديمة راسخة بالتفاوض... للتوصل إلى حل وسط، وفرنسا كانت دائما فخورة بذلك".