القاهرة – أحمد عبدالله
يكثف أعضاء البرلمان من نشاطهم بشكل مفاجئ، فربما يظلوا طوال شهور في حالة ثبات وسكون تجاه ملف ما، ثم تصيبك الدهشة من اهتمامهم المبالغ به فجأة، وملف العلاقات الخارجية خير دليل على ذلك، فالنواب قاموا بعدد من الجولات الخارجية المتتالية، في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، في شهر واحد فقط وهو فبراير الجاري، بالإضافة إلى جولة موسعة مرتقبة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
تباين الآراء بين النواب حول جدوى تلك الزيارات يدفعك فورا للتأكد من غياب أجندة واضحة أو كشف حساب بما تحقق وما تم إنجازه، رغم أن تلك الزيارات تكتسب أهمية بمجرد سماع وجهاتها والمناسبات التي تأتي فيها، فرئيس البرلمان علي عبدالعال ذهب علي رأس وفد برلماني لإيطاليا، للمشاركة في الانعقاد السنوي للجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، ورافقه عدد من النواب والمستشار أحمد سعد الدين الأمين العام لمجلس النواب.
كما أن وفد برلماني ترأسه أحمد سعيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية توجه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، بناءً على دعوة رسمية من البرلمان الأوروبي، للمشاركة في جلسة استماع خاصة عن مصر، وللحديث عن كثير من القضايا السياسية والدولية وموقف الدولة المصرية منها.
وانطلق وفد آخر ضم كوكبة من أبرز قيادات البرلمان كأسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام، وأحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية، والدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، والسفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إلى العاصمة الألمانية برلين، للحديث عن عودة السياحة الألمانية إلى مصر.
ووجهات النظر تتباين بين النواب حينما تجد بعضهم يدافع عن تلك الزيارات، مؤكدين أن مصر ومؤسساتها تستعيد أدوارها الإقليمية وأنهم يتلقون دعوات رسمية من تلك الهيئات والمنظمات، وأنهم يمثلون مصر في الخارج ويلقون الخطابات التي تدافع عنها وصورتها ويقربون الكثير من وجهات النظر ويجيبون على أسئلة متعددة، وهو أمر في صالح البلاد.
في حين يصدمك آخرون بأنه لاوجود لأية معايير حاكمة لتلك السفريات، وأن الأسماء التي يتم اختيارها لا تكون ذات أهلية كاملة وتخصص يفيدهم في تلك الجولات، ولا نغفل سجالات واسعة أثيرت سابقا بعدما قام النواب بـ 9 جولات خارجية في فترة قصيرة، أعقبت خلافات أثناء إعداد اللائحة الحالية للبرلمان أثناء محاولات تمرير المادة الخاصة بتلك السفريات والجولات الخارجية.
فلماذا لا يعلن البرلمان إعمالًا للشفافية معايير واضحة نطبق علي أي نائب يرغب في تلك السفريات، ولا يعود النواب إلا ولديهم نقاط محددة بما تحقق وكيف تحقق، وما عجزوا عن تحقيقه والأسباب وراء ذلك، وأن يتم توزيع الجهد والاهتمام علي قضايا رئيسيه، بحيث لا يدخل البرلمان في عطلة تدوم طويلا، ليعود فجأة بجولات مكوكية متتالية ومكثفة.
أرسل تعليقك