بقلم / حسام هيكل
في قرية الحصايا بشرق المحطة في- محافظة أسوان- هناك طفل"أسمر" يداعب كرة القدم. عندما يكون باكيًا من آلام الدنيا.. يذهب إليها فوق هذه الأرض الترابية يتغزل بها، فهي وحدها من ترسم "ضحكته".. وسط كم هائل من الغبار الهائج. فكانت هذه بداية قصة عشق جديدة - كعشق عنتر لعبلة – وقيس ليلي - وعشق الكرة لطفلها الأيسر!.
••أتي من النوبة إلى - ميت عقبة – طفلًا ألمته الحياة، فقد طعم الحنان والدفء في ليالي برد الشتاء، ليجد تحت مدرجات التالتة يمين – منزلًا له يختبئ بداخله عندما تنطفئ الأنوار وينصرف الجميع، ويبقي نفس يئن وجسد يصرخ - تحت قمر مشرق يعده بأنه سيكون أفضل حالًا فصبرًا.
••مرت أيام وليالي مزعجة على "الفتى الأسمر" الذي كان يظهر أمام الجميع قويًا لا يحتاج لأحد.. منهكًا وجدانه.. لكن تسر الناظرين موهبته!!.
••الأطفال كانو ا يذهبوا للتدريب عصرًا ذَات مرة شرد عقل -المرأة الثلاثينية- هناك غمضت عيناها فذهبت خلايا عقلها بعيدًا عن الواقع لتشاهد مراحل ولادة. هذا الطفل الذي أنجبته من بطنها، قبل أن يهمس زوجها في أذنها متسائلًا هل تشاهدي هذا الأسمر إنه ساحر..؟ّ!
••لترد عليه بقسوة لماذا قعطت حلمًا هو الأجمل في عمري لعنة الله عليك يا زوجي العزيز..!!
••طفل الأمس بلغ من العمر 18 عامًا .. وموهبته يترقبها الجميع يومًا بعد الآخر ..جميعهم دار في رأسهم هذا السؤال ماذا سيفعل هذا الفتى بمنافسيه ؟!!
••لماذا لا نأخذه ليلعب ضمن صفوف فريقنا فهو طفل من السهل أن نضحك عليه ..؟!
••اصطدموا بلحظة صعبة .. طفلًا يكاد أن يلتهم قلوبهم جميعًا .. يصرخ في جسدهم : أنا ابن ميت عقبة اقتلعوا قلبي حتى ارتدي قميص فريقكم .. !
••أنا ابن التالتة يمين اقتلعوا عيناي حتي لا أراه فأثور عليكم.. !
••أنا بالثوب الأبيض عاشق مجنون.. أنا الأيسر عاشق لهز شباك حراسكم أنا من يلحق بكم آلام الانكسار لأنني تأذيت من عرضكم الآن اغربوا عن وجهي ..!!
ولكنهم قبل الانصراف قالوا له: إن لم تلعب لنا فسنأتي إلى بيتك لنستمتع بك أيها الساحر الأسمر !
وتمضي أيام وسنوات ليصبح اسمه للجميع معروف بـ"شيكابالا" وعند العاشقين "فهدا أسمر" و"النوبي ساحر الكرة" اسمه خالدًا في عقل كل مصاب بالقميص الأبيض مهوسًا برقم 10 .
وتمضي الأيام وينزعج الأهلاوي قبل الزمالكاوي من تقدم "شكيابالا" في العمر الذي بلغ عامه الـ 31 .. هو مؤشر يقربه من نهاية المشوار هكذا عرفنا من "سنة" الكرة يخشون لحظة اعتزاله ..الكرة نفسها ترفض أن يعتزلها فمن الذي يتغزل بها من بعده.. ؟!
أرسل تعليقك