بقلم / خالد الإتربي
اليأس، هو الإستسلام للأمر الواقع، وفقدان الرغبة في مقاومة الظروف المعاكسة أو المغايرة لرغباتك، والتسليم بالضعف والهوان أمام كل مستجدات الحياة ، وإن كانت في صالحك، بالاحرى هو الحياة بدون هدف، والعيش بدون قيمة.
ويطل هنا سؤال برأسه، هل هو وليد اللحظة، ام له مقدمات طويلة، تأخذ بيد اليائس خطوة تلو الأخرى نحو هوة سحيقة لامفر ولا مخرج منها إلا مفارقة الحياة طبيعيا، أو إكلينيكيا .
نعم، لليأس مقدمات، منها امتلاك طاقة هائلة من الامل، وسط مجتمع غارق في الجهل والفساد بكل صوره ومسبباته، والأزمة هنا لاتكمن في الفاسدين والجهلاء في مواقعهم المرموقة، بقدر ماتتمركز في مجتمع إعتاد على الفساد ، وأدمنه وبات لايطيق العيش بدونه.
حينما بدأت الكتابة، كانت أمتلك قدرة وطاقة هائلة على كتابة عدة مقالات في يوم واحد، للدرجة التي دفعت البعض للحديث معي حول إمكانية التقليل من العدد، لكنها كانت بالنسبة لي اراء غير جديرة بالاهتمام، كنت ارى في نفسي القدرة على التغيير، والكتابة لإقناع ضميري انني حاولت أن أفعل شيئا حتى دون انتظار النتيجة، لكنني في النهاية أدركت أن من نصحني كانت وجهة نظره الأقرب إلى الصواب ، بالنظر إلى ماتوصلت له من نتائج في العامين الماضيين.
بطبيعة عملي في النقد الرياضي، كانت كل مقالاتي محاولات للتصدي لكل مايعرقل الحركة الرياضية في مصر، والتصدي ايضا لكل متجاوز.
ولأنه المشكلة الأكبر على الرياضة المصرية من وجهة نظري، كان لمرتضى منصور رئيس نادي الزمالك نصيب الأسد من مقالاتي، استنجدت بالجميع، سواء جماهير ، او وزير الشباب والرياضة، او جمعية عمومية، او رئيس الجمهورية، فماذا كانت النتيجة؟.
المشكلة الأكبر بالنسبة لي، كانت حصولي على جائزة التفوق الصحفي في مقال أناشد فيه رئيس الجمهورية، بتخليصنا من مهاتراته، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بالامل، الذي سرعان ماتحول الى كابوس أشبه بوحش يتضخم يوم تلو الآخر ، كلما زاد نفوذه وبسط سلطانه على الرياضة المصرية، حتى وصل لتسييرها، مستغلا ضعف اتحاد الكرة، وخلو الساحة أمامه ، في ظل انشغال محمود طاهر رئيس النادي الاهلي بالتحضير للانتخابات .
ولا تغفل ايضا كمية الامل الذي يخلفه وزير الرياضة خالد عبد العزيز بتصريحاته حول عودة الجماهير، والذي ينقلب إلى احباط، في ظل تأكد الجميع أنه مجرد كلام ووعود مستمرة لسنوات، وان الوزير شغله الشاغل حاليا هو التناطح مع إدارة النادي الاهلي،وحقيقة لاادري ماالسبب الحقيقي في ذلك.
هذا بالطبع جزء من كل، دفعني لأتراجع عن انتقاد تصرفات في أوقات كثيرة، بسبب الشعور بعدم جدوى الخطوة التي سأقدم عليها.
منح الامل للناس، جزء أساسي من رسالتنا،حتى وإن كان بعيد المنال، لكن من ينقذنا نحن إذا شعرنا في لحظة من اللحظات أن هذا الامل ينتحر، بسبب وطن لايستطيع كبح جماح بعض الذين نصبوا أنفسهم سلاطين فوق عروش القوانين والمصلحة العامة.
ختاما، اذا كنت ممن أدمنوا العيش في هذا الجو ستشعر أن كلامي يحمل الكثير من المبالغة، بل قد تراني افتري على الأشخاص الذين قد يكونوا ابطال في مخيلتكم فقط، وان كنت ممن يشعرون بالخزي والأسى من الأوضاع الحالية ستجدني فشلت في توصيف الحقيقة المرة التي نعيشها جميعا، لأنه أسوأ مما وصفت بكثير، لكن تمسكي بالتغيير حتى اللحظات الأخيرة يدفعني لترك الباب مفتوحا ولو لبصيص من الامل.
أرسل تعليقك