بقلم - عمر الشرايبي
إِنّه "ولد الدار لي عارف بيت الخزين"، كما هو المثل المتعارف عليه بـ"الدارجة" المغربية بين مقاهي وأزقة حي "درب السلطان"، هناك حيث اسمه مألوف بين رواد الزمن الجميل وشباب الجيل الحالي ممن تشبّعوا بحب "الأخضر"، منهم من عاشره حين كان لاعبا ومدربا أو الآن مسيرا.
فتحي جمال، المدير الرياضي الحالي لفريق الرجاء البيضاوي، عاد إلى البيت لترميم صفوفه بعد أن لبى نداء القلب.
فاتح ماي، عيد الشغل الأممي، الذي اختارته اللجنة المؤقتة المسيرة للرجاء، تاريخا من أجل انطلاق عملية إعادة البناء، لما منحت الضوء الأخضر من أجل الاستعانة بخدمات جمال، مشرفا أول على إعادة قاطرة الفريق إلى سكتها السليمة.
"تكلف بما هو تقني واترك الباقي علينا"، لسان حال أهل الحكمة في مركب "الوازيس" الذين سئموا رؤية رجائهم يتعذب لسنوات، فاستبشر "الرجاويون" خيرا في تولي أهل الاختصاص المسؤولية.
لا يختلف اثنان ممن يتصفّحون سيرة الرجل الذاتية، على أن فتحي جمال من بين الأطر التقنية الوطنية المشهود لها بالكفاءة، فبعض ومضات "الفلاشباك" وحدها كفيلة بتأكيد ذلك، هي التي تعيدك إلى آخر ملحمة لمنتخب الشبان في "مونديال2005" أو إلى تاريخ سبق ذلك بقليل، لما تولى مهمة الإشراف الفني على الرجاء "العالمي" في "موندياليتو" البرازيل سنة 2000، أمام كورينثيانز وريال مدريد.
ارتباطه بعقد مع الإدارة التقنية الوطنية، لم يمنعه من تلبية طلب من عاصرهم من مسيرين، لما كان إطارا يهتم بالتكوين بالأساس، هو الذي يكن الحب والتقدير لمدرسة الرجاء، كان لابد أن يعود إلى مكتبه في مركب "الوازيس"، حيث قبل استضافتنا وهو في خضم الإعداد لـ"ميركاتو" الرجاء الصيفي، حدّثنا عن الخطوط العريضة لمشروعه المستقبلي، رغم تحفظّه على الظهور في الواجهة، إذ وجد نفسه مضطرا إلى ذلك وهو يرى اسمه مقرونا بـ"بوليميك" اللاعب الدولي البلجيكي مروان فلايني؛ قصة استبعاده من حمل القميص المغربي لما كان فتحي جمال مسؤولا تقنيا حينها...
تحمّل جمال مسؤولية ترميم صفوف الرجاء بلاعبين جديرين بحمل القميص "الأخضر" خلال الموسم المقبل، فبدأ ورش العمل بتدبير عقلاني، ينسجم مع الخصاص المادي والأزمة التي يعاني منها الفريق، في الوقت الذي ظل الترقّب لدى الرأي العام "الرجاوي" حول التعاقد مع أسماء من شأنها إعادة "الأخضر" إلى سكة التوهج، بعد أن التقطت التطمينات من خطاب المسؤول الأول.
"الرجاء لن تتعذب الموسم المقبل ولا مكان للاعب المتواضع في ملعب الوازيس"، هكذا قطع فتحي جمال وعدا مع نفسه وأنصار الفريق، في حوار له مع "هسبورت"، مطلع يوليوز الماضي، قبل شهرين من ظهور أولى ثمار العمل على أرضية الميدان، حين تعرّف الجميع على معدن الشاب سفيان رحيمي، صلاح الدين الباهي القادم من قسم الهواة، سيف الدين العلمي الذي أقنعه جمال بالتضحية بعروض فرنسا وانجلترا من أجل الاستمتاع بشعور تسجيل هدف في مركب محمد الخامس بقميص فريقه المفضّل، خلال بداية موسم كروي رفعت معها "الكورفا سود" القبعة للأستاذ فتحي جمال.
أرسل تعليقك