بقلم/ بدر الدين الإدريسي
كنت موقنا مع استماعي لما أطلقه المدرب عبدالرزاق خيري لحظات فقط بعد نهاية مباراة فريقه شباب قصبة تادلة بالحسيمة من تصريحات تحت وطأة الغضب لا الحزن، أن الجدل سيقوى وأن كلاما كثيرا سيراق على الهامش، ما سيدعم شكا سرى من قبل بأن البطولة الوطنية لم تصل بعد لدرجة النزاهة الكاملة، وما سيقوي إصرار البعض على ضرورة مواجهة هذه الفتن التي تلازم نهاية كل موسم كروي.
لا أحد يستطيع أن يصادر ذلك الشعور بالغبن، الذي ضرب عبدالرزاق خيري وفريقه يخسر مواجهة مباشرة أمام خصم مثله معني بالنزول للقسم الثاني في مباراة كان متقدما فيها بل وممسكا بنقاطها الثلاث، ولا أحد يمكن أن يناقش خيري في حالة الهيجان العاطفي التي تعقب حالات مثل هاته، فالرجل للأمانة بذل جهدا كبيرا من أجل مقاومة تيار النزول الجارف، لكن لا الجامعة ولا ضمير كرة القدم ولا الإعلام يمكنهم أن يقفوا مستمعين ومشدودين إلى ما قاله عبدالرزاق خيري عن الحكام وعن اللامنطق الذي يطبع نتائج الفريق المهددة بالنزول وعن المؤامرة التي يتعرض لها شباب قصبة تادلة من دون تحريك أي ساكن، فهذه تهم ثقيلة يجب أن تحال فورا على التحقيق من قبل لجنة القيم التابعة للجامعة وحتى من القضاء، فإذا كان لعبدالرزاق خيري ما يمكن أن يقيم به الدليل على هذه التهم التي وجهها علنا للحكام ولبعض الفرق، على شكل أدلة ومستندات، فإنه سيقدم خدمة كبيرة لكرة القدم المغربية الساعية إلى إحلال النزاهة والتي من دونها لا يمكن أن نأمن على تساوي جميع الأندية أمام القانون، لأن ذلك سيكشف عن وجوه اعتادت أن تتاجر بالذمم وبالقيم وبمصائر الأندية أيضا بلا أدنى وازع ومن وراء ذلك تغتني.
لذلك كان من الطبيعي أن يوجه فوزي لقجع من المنامة، حيث يتواجد لحضور اجتماعات الكاف والفيفا، اللجان المختصة داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لفتح تحقيق صارم بشأن كل هذا الذي قاله عبدالرزاق خيري، ولا أخاله مجنونا، حتى يرمي التهم وهو لا يستطيع أن يقيم لها دليلا.
في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي فجر محمد بودريقة الرئيس الأسبق للرجاء قنبلة قوية من خلال مرور له ببرنامج "لماتش" على قناة "ميدي 1 تي في"، حيث اتهم علنا الوداد بأنها ضالعة في قضايا فساد لها علاقة بالمباريات بإيعاز من ترأس رئيسها سعيد الناصري للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، وشهر بالجامعة التي كان يشغل فيها منصب نائب الرئيس، وقال أيضا إنه يملك دلائل على ما يقول، وعندما عرضت القضية على لجنة القيم أحالتها على القضاء لوجود جنح يجب التحري عنها، وعندما قال القضاء كلمته ببطلان تصريحات بودريقة، كان هناك من يظن أن الجامعة ستفتح باب الجحيم على كل من يرمي علنا بتهمة فساد أو رشوة أو تلاعب بنتيجة مباراة، من دون أن يقيم عليها دليلا.
ليس خيري بالسذاجة التي نظن حتى يقول كلاما هو من صميم الأوهام، لا بد وأن الرجل سمع ورأى ما جعله موقنا بأن تماسيح تستيقظ مع نهاية كل موسم لتصطاد الأبرياء في نهر الخطيئة، وعندما انكسر فريقه في مباراة مفصلية وضيع فرصة العمر من أجل الانعتاق، حرر كل تلك الشحنات التي تكومت بداخله بفعل ما كان يرى ويسمع، السؤال اليوم، هل يكفي أن يحكي خيري عن وقائع من دون إثباتات لتصدقه لجنة القيم، وتعامله بمبدأ حسن النية وتتركه من دون عقاب؟
لا أظن..
أرسل تعليقك