آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ميسور لك حبي واعتذاري

اليمن اليوم-

ميسور لك حبي واعتذاري

بقلم - بدر الدين الادريسي

كنت سألوم نفسي كثيرا، لو أنني تعللت بأي عذر لرد الدعوة التي نقلها لي الزميل العزيز عبد الله الجعفري أحد نوارس القسم الرياضي ل «ميدي 1 تي في»، عن السيد نور الدين أتكلا عامل صاحب الجلالة بإقليم بولمان، وعن الإخوة أعضاء جمعية بوطيب للتنمية والمحافظة على التراث والبيئة، لزيارة مدينة ميسور الصامدة والمشاركة في إثراء النقاش عن واقع الرياضة المدرسية، إحدى أكبر رافعات الرياضة، ضمن محاور رياضية وثقافية وفنية أثثت فضاء النسخة السادسة لمهرجان ميسور، والذي اختار له منظموه شعار تمكين وتقوية قدرات الفاعلين رافعة أساسية لتحقيق تنمية مجالية
ما كانت لي في حقيقة الأمر نية للإعتذار عن التواجد مع نخبة من المفكرين والإعلاميين والفنانين، في هذا التنشيط الجميل لحاضرة من الحواضر المغربية الساكنة بكثير من الإباء والشموخ في ثغور الأطلس، فقد أبديت موافقة على الحضور، وأنا لا أعلم حقيقة ما سأكتشفه بمدينة ميسور أو في طريقي نحو ميسور.

طبعا كان السفر النوستالجي نحو مدينة ميسور باختراق سلاسل جبال الأطلس، بمنعرجاتها وقممها الشاهقة وبأوديتها الدالة على العمق البيئي والإنساني وعلى جمال وخصوبة وتنوع طبيعة المغرب الخلابة، وكان الإحتكاك  الرائع بساكنة ميسور، وكم عذبني حقيقة، أن أكتشف كم نحن مقصرون في حق أهلنا بالمغرب العميق، حيث الدماثة والأصالة وبساطة العيش التي ترتسم على الوجوه وعلى ملامح الحياة وعلى فلسفة العيش المتناغم مع التنوع الكبير للطبيعة.

كم عذبني ذاك الشعور بالتقصير، الذي أقرنه بكامل الإعتذار عن أنني تأخرت كثيرا عن زيارة ميسور.

وقد أمكنني في تلك الساعات التي قضيتها مبهورا ومنبهرا بهذه المدينة المتناسقة في فسيفسائها وعمرانها مع كل تعبيرات البساطة، أن أستشف الغنى الإنساني والقيمي الذي لا يقترن أبدا بصور الفخامة والرفاهية، التي نبحث عنها نحن الجاثمون في المدن الكبرى، وأن أقف على حقيقة ما قاله الفلاسفة والأتنروبولوجيون وتحديدا علماء الإجتماع، من أن الإنسان إبن بيئته، فميسور صورة رائعة من بيئتها، ببساطة العمران والبنيان وبسمو أخلاق الإنسان، وقد يكون من أكبر تحديات المغرب في التعامل مع عمقه، أن لا يغير شيئا من بساطة العيش ومن حميمية العلاقة مع الطبيعة مجردة من التنميقات، برغم ما تفرضه مغربيتنا ومشروعنا المجتمعي الحديث والديموقراطي من واجبات وطنية لمساواة المغرب في مسلسل النماء.

وكان من أروع ما وقفت عليه في ميسور، ما شاهدته بأم العين من السيد نور الدين أتكلا، عامل إقليم بولمان، الذي يأخذ من ميسور مقرا له، فقد مر علي في عمري الإعلامي الممتد لأربعين سنة كاملة، رجال دولة ووزراء وعمال وشخصيات سامية، أحفظ لجميعهم الود والتقدير، إلا أن ما شاهدته بأم العين من السيد عامل إقليم بولمان، من دماثة خلق ومن تلقائية كبيرة في التعامل ومن تواضع لا حدود له وأيضا من كرم هو من أصله وطبعه، أوصلني إلا حقيقة أن المغربي الأصيل لا تزيده المراتب العليا إلا تواضعا وأدبا، ولا تزيده المسؤوليات الوطنية إلا إصرارا على أن يكون في خدمة ملكه ووطنه.

شكرا لميسور ولساكنتها الطيبة، وللإخوة أعضاء جمعية بوطيب للتنمية والمحافظة على التراث والبيئة، وللسيد العامل الإنسان، على ما شكلوه بكل تلقائية من صور رائعة انطبعت في الذاكرة، صور تذكي حبي لهذا البلد، وتجعلني في شوق لأن أعود لزيارة ميسور ثانية إن أطال الله في العمر، فلي هناك منذ اليوم أحبة يعز علي أن لا أصل معهم الرحم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميسور لك حبي واعتذاري ميسور لك حبي واعتذاري



GMT 05:23 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 09:34 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أخطاء العيون

GMT 13:22 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلام بلا أخلاق !!

GMT 13:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen