آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من يضع النقاط على الحروف؟

اليمن اليوم-

من يضع النقاط على الحروف

بدر الدين الإدريسي
بقلم - بدر الدين الإدريسي

إن كان هناك وشمًا تركته خسارة المنتخب المغربي بياوندي أمام المنتخب الكاميروني، على صفحة القلوب، فهو بالتأكيد أكبر من أن "أسود الأطلس" واصلوا عجزهم للمباراة الـ11 على التوالي عن تروض "أسود الكاميرون"، وأكبر من أن تكون الهزيمة الثانية على التوالي منذ عودتنا من كأس أفريقيا للأمم، في الغابون، قد أدخلتنا مجددًا في متاهات الشك ومغارات الحيرة التي خنقت فينا الأنفاس ردحًا من الزمن.
الوشم الذي يؤلم هو ما ظهر على هوامش المباراة أمام الكاميرون وحتى تلك التي سبقتها أمام هولندا، من تصريحات سامة أطلقها المدرب هيرفي رونار، ولا يمكن بأي حال من الأحول المرور عليها مرور الكرام، فالكلمات بلا شك منتقاة والتوقيت مختار بدقة، ويحمل الكلام أشياء كثيرة لا بد وأن نتفطن لها، لأنها تحدد نوعية العلاقة التي ستربط رونار لاحقًا بالفريق الوطني. لو تعلق الأمر برد فعل غاضب على ما يواجه به رونار كل يوم من أسئلة تتعلق بالتوتر الكبير الذي بات يطبع علاقته بحكيم زياش، لهان الأمر ولقلنا إن رونار من حقه أن يصمد لرأيه، ومن حقه أن يأخذ من قضية زياش الموقف الذي يناسب فكره وفلسفة عمله، من دون أدنى وصاية، ولو أن اتحاد الكرة، بوصفه مًشغلاً لرونار، وبوصفه الحامي الأول لمصالح الفريق الوطني، الذي هو بيت كل الكفاءات المغربية، إلا أن النسق الذي يميز ردود فعل رونار بالحمية الزائدة وبالعداء المبطن، أخرجه عن صوابه.
أهان رونار الصحافيين المغاربة قبيل مباراة هولندا بالطريقة المستفزة التي خاطبهم بها، وهو يهم بالرد على سؤال تعلق بعدم استجابة زياش للدعوة التي وجهت له، وكرر الإهانة ذاتها بعيد مباراة هولندا، عندما هدد بالرحيل إن نحن تمادينا في مطالبته بإعادة زياش، وفي ياوندي صب رونار النقطة التي ستفيض معها الكأس، وهو يقول، تعقيبًا على رد الفعل غير المسؤولة لكل من بلهندة ودرار في أكادير، على مناداة الجماهير باسم زياش، بأنه من السهل شراء الناس في أفريقيا، فمن يا ترى قام بتأليب الجماهير المغربية على رونار؟ ومن يا ترى حرضنا كإعلاميين على مطاردة رونار بسؤال الغياب المستمر لحكيم زياش؟ وكم يظن رونار أن هذا الذي اشترى الذمم قد صرف من أجل المناداة بإسم حكيم إلى درجة أن بلهندة ودرار، من دون كل "أسود الأطلس"، أخذتهما الحمية فقررا مواجهة الجماهير بالاحتجاج اللفظي؟
اقتنعنا كمغاربة أن الفريق الوطني ما لعب مباراة سيئة في الكاميرون، وما فوت فرصة ترويض "أسود الكاميرون" إلا لأن الرجل التقني الأول، هيرفي رونار، كان عند إدارته للمباراة واقعًا تحت تأثير رجة نفسية قوية، خلطت لديه الأوراق وضببت أمامه الصورة، فجاءت إدارته التكتيكية السيئة للمباراة انعكاسًا لنفس أمارة بأحد الأمرين، إما الانتفاضة في وجه المغاربة لتذكيرهم بأنه هو الآمر الناهي داخل الفريق الوطني، ولا حق لأي كان أن يعترض على اختياراته، وإما أنه عزم بالفعل على الخروج من عرين "أسود الأطلس" لأساب لا يعلمها إلا هو، فبدأ في الاحتكاك المباشر بل والتحرش باتحاد المرة، عندما يعرضه لحرج كبير وهو يصف الأفارقة بما وصفهم، وبالجماهير عندما يعتبرهم محرضين على الفتنة في قضية زياش، وبالإعلاميين الذين بات يرهقه أن يسألوه كل يوم عن لاعب رفض تلبية دعوة الفريق الوطني.
هي إذن وضعية موجبة للنقاش والتداول بشأنها، لأن استمرارها فيه خطر على الفريق الوطني، وتهديد صريح للمجهودات الكبيرة التي بذلت من أجل إخراج الفريق من الغيبوبة، وأول من يملك قانونًا قدرة المساءلة والاستفهام عن سبب هذه الملاسنات، وعن التشويش الذي طال صورة الفريق في مباراتيه أمام هولندا والكاميرون، هو رئيس اتحاد الكرة المغربي، فوزي لقجع، الذي يراقب المشهد بدقة متناهية ويقف إزاء كل هذه البراكين موقف المسؤول الحكيم، الذي ينتظر الوقت المناسب ليضع النقاط على الحروف الساخنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يضع النقاط على الحروف من يضع النقاط على الحروف



GMT 08:42 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 10:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وداعا صديقي العزيز

GMT 09:48 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

منتهى الغطرسة..

GMT 13:47 2018 الأحد ,12 آب / أغسطس

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

GMT 13:06 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

كيف هو مشهدنا الرياضي؟

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen