آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

اعتذروا حالاً للعامري

اليمن اليوم-

اعتذروا حالاً للعامري

بدر الدين الادريسي
بقلم - بدر الدين الادريسي

 أجد في ما يحققه عزيز العامري حاليًا مع الجيش الملكي من جمالية الأداء، وخصوبة المضمون التكتيكي ومن التنزيل التدريجي والمعقلن لهوية اللعب المقرون بالطفرة النوعية على مستوى النتائج، ما يدفعني ويدفع غيري ممن يقفون على منصات التحليل، إلى تقديم الإعتذار لعزيز العامري، وقد أسيء به الظن واستهزئ بتصريح له، كان قد أطلقه بعد ثاني مباراة قاد خلالها الجيش الملكي أمام نهضة بركان، وقد أصبح ربانا تقنيا للعساكر خلفا لعزيز عبد المالك.

بعد تلك المباراة التي خرج منها الجيش الملكي مهزومًا للمرة الثانية تواليًا تحت إمرة عزيز  العامري، قال من أعرف درجة ولههِ بالكرة الشاملة التي سلمها رينوس ميتشيل أمانة للراحل الأسطورة يوهان كرويف، أنه يحتاج على الأقل لسبعين حصة لكي يدخل الجيش في القوالب التكتيكية لمنظومة لعبه، والقائمة على حسن الإنتشار والسلاسة في الأداء وإيجابية الإستحواذ على الكرة والبراعة في استخلاصها من الخصم.

ولكم أن تتصوروا ما سيحدث بعد أن تفوه العامري بهذه الكلمات وهو يسأل عن الوقت الذي يكفيه لوضع الجيش في صلب المنظومة التكتيكية التي نجح بها في قيادة المغرب التطواني للفوز بلقبين للبطولة الإحترافية. فقد ضجت بعض المحطات الإذاعية بكثير من التعليقات الساخرة، في تعدٍ صارخ على أخلاقيات الحوار وأدبيات التعاطي مع صناع القرار الرياضي، فقد قدم أولئك العامري للمتلقي على أنه معتوه، يجيد التسويف ويريد أن يستهلك ما يكفي من الوقت لتتجاوز إدارة الجيش عن عثراته. والحقيقة أن من أطلق كل تلك الأحكام القيمية الباطلة شرعًا، ظلمَ العامري وظلم صفة التحليل التي يتقمصها من دون وازع مهني وكروي، وكأني به لم يترك هامشًا ولو ضيقا للتدارك أو الإستدراك حالما تكذبه الأيام.

70 حصة كانت تغطي ما لا يقل عن 12 أسبوعا، أي أن العامري كان بحاجة إلى ثلاثة أشهر لكي يوصل لاعبيه إلى درجة الإستيعاب الكامل لمقومات النهج التكتيكي الذي يقترحه عليهم، وأظنكم توصلتم مثلي إلى أن هذه المدة الزمنية كانت كافية لتغيّر أشياء كثيرة داخل الجيش بالأساس منظومة اللعب التي أوجدت للاعبين مواقع غير التي كانوا يلعبون بها وبدت غزيرة بالمتغيرات والحلول والبدائل، وقد استمعتُ الى العامري قبل أن يكمل هذه الحصص السبعين يتحدث عن حلقة تكاد تكون مفقودة في الطفرة النوعية التي حدثت داخل الجيش، يتحدث عن غياب النجاعة الكاملة عن اللاعبين كلما تعلق الأمر بإنهاء البناءات والجمل الهجومية، ومن يطالع الحصص العريضة التي فاز بها الجيش في المباريات الأخيرة سيدرك أن العامري نجح نسبيا في حل هذا الإشكال الذي يستعصي على كثير من المدربين، حتى أولئك الذين يحتكمون على لاعبين مكونين في المستويات العالية.

لا أقصد بالذي قلته أن عزيز العامري قد بلغ منتهى ما جاء من أجله الى للجيش وما تعاقد من أجله مع إدارة العساكر، فما وصل إليه اليوم، هو أنه وضع ملمحًا لفلسفة اللعب، وأكسب لاعبيه الشخصية التقنية والتكتيكية التي تساعد على حسم أعتى النزالات ليس إلا، وسيكون الرهان المقبل هو الدخول الى دائرة المتنافسين على الألقاب لاستعادة ما كان ذات وقت ملازما للجيش. وللإنتقال إلى هذا المستوى الجديد وجب الترتيب بكل إحترافية للموسم الكروي المقبل، ليكون الجيش مسلحا بالترسانة البشرية وبأسلوب اللعب وبحذاقة الربان التقني وبصبر المسيرين والجماهير بحيث لا تنال منه العواصف الطارئة، لكي يقدر على كسب رهان موسم طويل وشاق.

إلى ذلك الحين، لدى إدارة الجيش ما يكفي من الوقت لاستقراء الوضعية ولتحليل ما تغير في الفريق مع قدوم العامري، أما الذين ضحكوا من الحصص السبعين التي نادى بها العامري واعتبروها لغوًا في الكلام، فما عليهم إلا أن يعتذروا لعزيز ما كان يجب أن يذل وقد نصرته فلسفته وثقته بنفسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذروا حالاً للعامري اعتذروا حالاً للعامري



GMT 07:48 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 05:23 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 10:14 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

ماذا لو رحل رونار؟

GMT 09:35 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

018 ـ 2026: ضربتان موجعتان

GMT 12:33 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

الفريق الوطني وسؤال المستقبل

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen