بقلم/ خالد الإتربي
ترددّت كثيرًا في الكتابة عن الأقلام المؤجرة التي تعمل لأشخاص بعينها، وكان دافع الخوف على الزمالة أحد أسباب الرئيسية في تحجيمي كثيرًا مرات عديدة، أو منح العذر لهم بداعي "الاسترزاق" مرات أخرى، خاصة أن عملهم يقتصر فقط على "التلميع"، والرفع من قدر بعض الشخصيات التي لاتستحق الا بعض الكلمات القليلة، والتي ستسقط من حسابات التاريخ سريعًا.
لكن مادفعني للثورة على كل القيود التي صنعتها لنفسي من أجلهم، هو قبول هؤلاء أن يكونوا جزءً من لعبة فاسدة، في توجيه الرأي العام لرأي معين، والبدء في سن اقلامهم لتشويه أشخاص، لحساب أشخاص أخرى، وقطاع كبير من المتابعين، وصف إعلان محمود طاهر نيته الترشح على رئاسة الأهلي مجددًا، قرارًا متعجلاً، نظرًا لعدم وجود موعد محدد لهذه الانتخابات، في ظل عدم صدور قانون الرياضة، لكن من يعرف طاهر جيدا سيعرف ان الرجل اختار التوقيت المناسب لتوجيه ضرباته المتتالية في صدر محمود الخطيب.
يعلم طاهر جيدًا أن الحسابات والترتيبات العادية في انتخابات الاهلي على مدار تاريخه لن تصب في صالحه، خاصة ان طبول الانتخابات كانت تدق قبل وقت قليل، من موعدها المعروف، لعدم التأثير على مسيرة النادي خاصة فريق الكرة، لكن هنا الوضع مختلف، فالفوارق التاريخية و"الكاريزمية" كبيرة، تلزمها تكتيك مختلف، ووقت أطول لاقناع عضو النادي ان طاهر افضل من الخطيب.
يروج المأمورون بمساندة طاهر، للعديد من النظريات الواهية، والتي تصب في مصلحته ، لعل ابرزها انك لو اجريت استفتاء في الشارع، وسألت قطاع كبير من الجماهير من يفوز برئاسة الاهلي، ستجد ان الخطيب سيفوز باريحية كبيرة، لكن لو كررت هذا الاستفتاء داخل النادي ستفاجئ بأن النتيجة ستكون معكوسة، وهو ان صح حق يراد به باطل.
نعم هناك قطاع ليس بالقليل، يساند طاهر من أجل الخدمات والطفرات الانشائية، لكن هذا لايقف حائلا امام قطاع كبير يرى ان طاهر، ليس الرئيس القادر على حصد كل البطولات أو على الأقل المنافسة على معظمها مثلما فعل مجلس حسن حمدي والخطيب، خاصة أن في ظل اقتناع مجلس طاهر أن التفكير في كل البطولات، سيجعل الاهلي يعيش في غابة!.
الاهلي ليس شركة همها الاول وجود فائض بمئات الملايين مثلما يصوره طاهر ومجلسه، الأهلي حقق بطولة أفريقيا دون وجود نشاط رياضي في مصر بعد مجزرة بورسعيد وهو مديون للاعبيه بأكثر من 40 مليون جنيه، أما الآن فالأهلي يعجز عن تحقيقها على الرغم من الانتعاشة المالية غير المسبوقة، حيث يحصل اللاعب على كل حقوقه، وبشكل مستقبلي في بعض الحالات، ولا يعرف يعبر دور المجموعات، وفي ظل وجود نشاط رياضي.
عزيزي القارئ، قد تجد في كلامي قسوة على طاهر وجبهته، لكن مايحدث أمر مستفز، فمن يحقق الانجازات لايدفع كثيرًا، حتى يجعل الناس تشعر بها، وأعلم جيدًا أن هناك لحظة حاسمة سيظهر فيها الخطيب، لكن أتمناها أن تكون مناسبة، وألا يطول انتظارها، وأخشى أن يصدم الخطيب بالمبدأ الجديد "شخلل علشان تعدي"، فهناك فارق كبير بين زمن كان القلم يتكلف كثيرًا حتى يصل إلى الخطيب، وبين زمن تساق فيه الأموال للأقلام للتمجيد في أشخاص بعينها.
أرسل تعليقك