بقلم - السيد بيومي
قال بول سكولز أحد النجوم التاريخيين لمانشستر يونايتد أن الحرب على لاعب مثل بول بوجبا لا تستحق كل هذه الضجة وأن المبالغ المعروضة من اليونايتد أو ريال مدريد والمبلغ المطلوب من يوفنتوس كلها لا توازي قيمة اللاعب والتي هي من وجهة نظره أقل بكثير.
ورغم أن الفارق شاسع بيننا وبينهم .. وأن بوجبتهم غير بوجبتنا .. إلا أنني أحاول ويحاول معي الكثيرون أن نفهم ما يدور في سوق الانتقالات الخاص بنا والذي بات بلا عقل ولا منطق ولا سقف ..والحديث هنا عن القطبين الكبيرين بشكل خاص واللذان يحاولان - كما يحلو للمسؤولين أن يقولوا- تدعيم الصفوف وسد الثغرات.
لكن هنا هل من الممكن أن نتوقف لحظة لنفكر ..هل تعاقد الزمالك مع لاعبين في المراكز الشاغرة لديه ؟ وهل ضم الأهلي ما يعفيه من التراجع الفني كما حدث في الثلث الأخير من الموسم الماضي ؟
أسئلة أخرى ...هل يستحق أي لاعب مهما كان اسمه أن يدخل المزاد.. وأن يكون المزاد لأعلى سعر ..هل يساوي المدفوع البضاعة المعروضة ؟..للأسف التجارب السابقة تقول لا ..فكم من مرة انقذ عماد متعب وعمرو جمال الأهلي الموسم الماضي وليس ايفونا أو انطوي .
كيف كانت السعادة لدى الزملكاوية بعودة شيكابالا ؟ هل فعلها مايوكا أو حمودي في أي مباراة من الموسم ؟.
اذن في الموسمين السابقين على الأقل لم نرى أن ما تدفعه الأندية يوازي المدفوع وهذان هما الجناحان الذان يمثلان أي صفقة تعاقدية .
المبالغ الكبيرة والتناحر على أسماء بعينها لايدل إلا على شي واحد هو أن الإدارات تبحث عن من يدعمها لا أن يدعم الفريق ..وأن يخرج علينا رئيس النادي الموقر ليغني ويقول اشعارًا في انجازاته وانتصاراته ومع كل فوز أو إنجاز يكون هو في قلب الصورة .
ودعني اذكر على سبيل المثال ردود أفعال الإدارة الحمراء في صفقة بيع ايفونا للنادي الصيني ..وكانت الأقوال اغلبها :انظروا نحن الأنجح ..نحن محترفون ..هانحن اشترينا وبعناه وحققنا ربحا وكأن ذلك هبة منهم أو أن دورهم كان الخسارة والحمد لله انهم نجحوا ...الفرحة المبالغ فيها كان هدفها فقط تلميع الادارة وإبراز نجاحها وكأن سكينة الفشل كانت معلقة على الرقاب .
ياسادة أن تشتري لاعبًا وتكسب في بيعه ليس شطارة لكنه المفترض من أي إدارة محترفة ...وفشل الصفقات ايضا لا يجب أن ينسب للمجلس فقط أي أنكم لا يجب أن تظهروا في صورة المنتصر كما انكم لا يجب ان تدفعوا فاتورة الفشل بمفردكم .
في المقابل ليس الحال بأفضل في الزمالك والذي يدخل السوق بمنطق الشهبندر الذي يملك الاموال ويسعى للهيمنة على كل الصفقات لاثبات أنه الأقوى من جانب وحرمان منافسيه من الظفر بها من جانب اخر.
الخلاصة ..متى نرى إداراتنا تبحث عن مصلحة فرقها دون حسابات الأخر أو حسابات الشو الإعلامي أو حسابات المجاملات والتلميع ..متى تدرك انديتنا أن البلد يعيش أزمة مالية خانقة ومن غير المعقول أن نلقي الأموال في صفقات كان من الممكن أن تكون أقل بكثير من المدفوع فيها قياسًا إلى مستوى اللاعبين الحقيقي ..هل من الممكن أن نرى يومًا رجلًا مثل بول سكولز يقول لا يا طاهر هذا المبلغ كبير ..لا يا مرتضى لا تدفع كل هذا في ذلك اللاعب .
الاحتراف الحقيقي في الخارج يعطي العيش لخبازه ..يعقل ويدرس لا يجري وراء صفقات المكايدة والتكويش فقط ..رسالة لمن يهمه الأمر ..الرحمة حلوة.
أرسل تعليقك