بقلم - اية عبد الله الاسمر
لم أكن أنوي كتابة شيء في نهاية هذا العام؛ لأنه من وجهة نظري لم يكن عاما موفّقا في بعض تفاصيله، وقد اعتدت على أن أترك لجام كل عام يُقْبِل، لِيَديّ القدر يسوقني ويتدبر أمري، ويأتيني الله من جزيل نعمه من حيث لا أحتسب...
ولكن...
حدث بالأمس فقط أن أخبرتني صديقة بأن بعض الزميلات جئن من مدينة هيوستن الأمريكية ليحضرن محاضرة لي كانت في مؤتمرنا النقابي العام الأخير، وأخبرنها عن مدى حبهن لي وإعجابهن بي وبما أنجزه على مختلف الأصعدة...
تذكرتُ زميلة لي فاجأتني منذ حوالى شهرين بأن الطاقة الإيجابية التي أبثها حولي كانت سببا في أنها الآن تنهي اختصاصها في حقل التركيبات السنية في طب الأسنان...
تذكرتُ صديقتي التي قامت بتسمية ابنتها على اسمي "آية" تيمناً بي...
تذكرتُ طالبة لدي انتظرتْ حتى التقت بي في سنتها الثالثة لتخبرني أنها قررت الالتحاق بكلية طب الاسنان بعد أن شاهدتني منذ أعوام وأنا أتحدث في مقابلة تلفزيونية...
تذكرتُ وتذكرتُ وتذكرتُ...
قاطرات الذاكرة أخذت تعدو بي تباعاً وتتوقف بي عند محطات كثيرة مشابهة...
تذكرتُ العديد العديد من الملاحظات والمراسلات التي تصلني باستمرار من آخرين لا نعلم مدى تأثيرنا الإيجابي على حياتهم ومشاعرهم وأمزجتهم وأفكارهم وسلوكياتهم، وربما نؤثر على مسار حياتهم بالكامل، ونكون نحن إحدى أدوات القدر التي يسّرها الله لهم...
فنكون بلا قصد النموذج والقدوة والملهم والحافز والدافع!
كما ييسر الله لنا آخرين ينيرون طرقاتنا وييسّرون أمورنا، ويساندوننا في اجتياز حواجز الحياة وصعابها، وينهضون بنا من عثراتنا وكبواتنا، لنستمر بهم.. وندوس على أوجاعنا بابتسامتهم لنا.. ونتجاوز ذواتنا وهم يشدّون على أيدينا...
لا تيأس...
كن البلسم والعطر...
كن أنت الدافع والحافز...
النموذج والملهم...
كن كمشكاةٍ فيها مصباح...
كن أنت الخير هذا العام
كل عام وأنتم بخير
أرسل تعليقك