آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

"غرابيب سود" فكرة تصطدم بالرتابة

اليمن اليوم-

غرابيب سود فكرة تصطدم بالرتابة

بقلم/ سليمان اصفهاني

يعتقد المرء بعد مرور الحلقة الأولى من مسلسل "غرابيب سود" أن العمل قد وضع على المسار الصحيح لجهة مناهضة تنظيم "داعش" المتطرف، وعبر تسليط الضوء على فكره و جرائمه وقوانينه وغيرها من الآفات التي تلاحق تلك المجموعات، بعد انتشارها في عدد من الدول العربية وبلدان العالم، ونجحت بداية تلك الفكرة في التأسيس لسلسلة درامية  كان من الممكن أن تخدم الرأي العام، وتعبر عن صورة حقيقية لذلك الوحش الملون بالتطرف الذي أتى كي يغزو الحياة بالدم والنار .

لكن مع الوصول إلى الحلقة الرابعة، باتت كل الأحداث روتينية ومنغلقة تمامًا على نفسها، بعد محاصرتها في معسكر محدد الأطراف، وإقحام الفكرة الأساسية بالرتابة والإعادة و التكرار ومراقبة قرارات وغراميات والانفصام النفسي الذي يعاني منه أمير المجموعة المتطرفة "أبو طلحة"، إلى جانب رصد أفكار و مغامرات عناصر التنظيم داخل مقرهم الخاص، دون الخروج إلى دائرة العمليات الانتحارية والاشتباكات المسلحة، وغيرها من الأحداث التي كان من المفترض أن لا يتم تقييدها وتعليب عمقها، لأن وحش التطرف ليس من المعقول اختصاره ببعض الأعلام السوداء وكمية من البنادق والأناشيد والاستعراضات البهلوانية، التي أكثرها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، خصوصًا بعد أن تم تصويب البوصلة نحو الرغبات الجنسية أكثر من "الإرهاب"، وهو الامر الذي أثار سخرية العارفين ببواطن الأمور، حيث انحرفت الفكرة عن مسارها، وراحت تعمل وفق معايير المبالغة حتى تتمكن من لفت انتباه المشاهدين .

ثلاثة مخرجين تولوا إخراج مسلسل "غرابيب سود"، وهم حسام الرنتيسي، وحسين شوكت، وعادل أديب، وهي الناحية التي تثير الاستغراب لأن العمل بأكمله جرى تنفيذه داخل موقع واحد محدد، ولا يحتاج إلى كل هؤلاء العاملين في مجال الإخراج الدرامي، وحتى الأحداث تبدو سطحية وقائمة على حوارات بين عناصر التنظيم في سبيل الإضاءة على أفكارهم، وحتى إن صيغة "الأكشن" بدت مفقودة في مجريات الحلقات، وليس من المفهوم لماذا كل هذه الأعداد الهائلة من المنفذين طالما أن الموضوع لا يستحق أكثر من مخرج واحد، وحتى إن مسلسلات أخرى فيها تصوير داخل عشرات المواقع لم تحتج إلى كل ذلك الفريق، الذي عمل وفق المقولة الشعبية اللبنانية التي تفيد بأن كثرة الطباخين ساهمت في احتراق الطبخة.

"غرابيب سود" مسلسل فقد السيطرة على توجهاته، وأصبح مجرد واحة للأعلام السود وأحاديث الجنس واغتصاب الأطفال وجهاد النكاح وتجارة الاعضاء والاغتيالات، وغيرها من النواحي التي ربما تكون موجودة في تصرفات عناصر "داعش"، لكنها ليست الأساس في توسعهم وتدريباتهم وأهدافهم، التي تصب في خانة الترويج للتطرف على المستوى العالمي والانقضاض على الثروات الطبيعية، وفرض القوانين الخاصة على عامة الناس، والتحكم بمصائرهم وأرواحهم والمتاجرة بهم في سوق الرقيق الأبيض، وربما غاب عن صناع هذا العمل أن تنظيم "داعش" بات هدفًا عالميًا، و"أبو طلحة" و "مفتي الجماعة" والمسؤول العسكري و غيرهم من النماذج ليسوا المقياس الصحيح لتناول هكذا مجموعة، دمرت دولاً بأكملها و قامت بعمليات كتطرفة في بلدان غربية، وهي تشكل خطرًا قوميًا على الكرة الأرضية، فكيف يمكن تعليب كل تلك المخاطر في نموذج درامي فقير إلى هذه الدرجة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرابيب سود فكرة تصطدم بالرتابة غرابيب سود فكرة تصطدم بالرتابة



GMT 00:25 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اتفاق يضع حدًا للنزاع بين ورثة جوني هاليداي

GMT 02:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 04:42 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 09:13 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 11:36 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

محمد فوزي

GMT 10:21 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 09:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف شعبان

GMT 14:46 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen