آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أحببت أحمد زكي

اليمن اليوم-

أحببت أحمد زكي

غنوة دريان
بقلم - غنوة دريان

لا يزال يسكن وجداني حتى هذه اللحظة تعدّدت ألقابه والجميع أجمع على عبقريته، كنت اعتبر ذلك شيئًا بديهيا للغاية، وكل ما كنت أتمناه هو أن أراه عن قرب بعيدًا عن صفتي الصحافية بل كإنسانة تعشق فنّ السينما، فما بالكم إذا كنت على موعد مع أحمد زكي.
 
 كنت أريد أن أقترب من تلك التركيبة غير العادية  المعجونة بالكفاح والفقر واليُتم  ولكنها تنتصر على كل شيء ليتربع صاحبها على عرش "التشخيص" كما كان يحب أن يقول، كان اللقاء في هيلتون رمسيس وحدد اللقاء بسرعة، وقال بعد نصف ساعة أو لا لقاء، نصف ساعة اعتبرتها دهرًا  هرعت إلى الأوتيل  وكان ينتظرني في مكانه المعتاد، الجميع يعرفه ويحييه ويقترب للسلام عليه، وكان عفريت دوره في "معالي الوزير" ما يزال يسيطر عليه لذلك احببت اللعبة وأردت الدخول معه من حيث يحب.
 
 فقلت له أنا سعيدة جدا بلقاءك معالي الوزير،  كان فرحًا باللقب كطفل صغير وكان لا يزال تحت تأثير الدور الذي لعبه في الفيلم عصبي، نعم،  يتكلم بسرعة وكأنه يلهث، نعم،  ولكنه إنسان غير عادي، لم أشاهد في حياتي، وأنا التي قابلت بكل بتواضع أكثر من نصف فناني مصر ممثلًا يشدك إلى عالمه بسرعة الصاروخ وتعيش معه قانون اللحظة، لحظة الإبداع اللا محدود وتنبهر بالطريقة التي يحدثك بها عن أدواره وينتهي اللقاء لأنه كان على موعد مع تسلمه لجائزة أحسن ممثل عن فيلم "معالي الوزير".
 
من هو هذا الممثل؟ ما هي طينته ؟ سرّ غريب أو سرّه الغريب، عدنا والتقينا في مدينة الإنتاج الاعلامي حيث مقرّ الاحتفالية، دخل وحيدًا دون هرج ولا مرج لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، لماذا؟ حتى الآن لا أعرف السبب، صافحته مرة أخرى مرددة كلمة "معالي الوزير" كانت ملامحه قد تغيّرت إلى حد بعيد، خجل شديد، ويريد الدخول بسرعة إلى القاعة، ألا يعرف هذا الرجل مقدار عبقريته ومقدار حب الناس له؟

 للأسف الشديد كان يظن بأنه يُمثّل ويذهب إلى منزله أو بالأحرى إلى فندقه ويرحل، لا لم يرحل ما زال هنا في قلب ووجدان كل من يعشق فن التمثيل وبعد أقل من عام قابلت فلذة كبده هيثم في دمشق أثناء عرض فيلم "حليم"، وبكل الحب وبكل المودة قابل هيثم اقترابي منه وجلوسي أمامه في العرض الخاص، وكنت اول من صفّق له بعد انتهاء الفيلم وكأن التصفيق عدوى فدوّت القاعة بالتصفيق للموهبة الواعدة، وبعد عرض الفيلم ذهبنا مشيا على الأقدام من دار العرض حتى فندق الشام وبرفقتنا محمد وطني مدير أعمال والده، لم يتكلم طوال الطريق كان الألم يعتصره، فالشاب فقد كل من أحبه، والدته وجده وجدته وخاله وأخيرا والده، كان يشعر بوحدة قاتلة وألم ما بعده ألم.
 
  لم نتحدث كثيرًا ولكنه كان مرتاحا بأن ثمة من يحميه من المتطفلين الذي التفوا حوله يسألونه ،وكيف كانت اللحظات الأخيرة لوالدك؟ وكيف تلقيت نبأ وفاته؟ وهل كنت معه؟  وكأخت كبرى أمسكت بيده وقلت له "يلا هيثم عندنا مواعيد في الفندق" فشعر وكأنني أنقذته فسرنا معا وإلى جانبنا وطني، وكان ينظر إليّ نظرة امتنان وشُكر لأنني أنقذته من فخ المتطفلين ولم أره بعد ذلك. مرّت سنوات على "حليم" ومرّت سنوات على رحيل ذلك العبقري الأسمر وما زال احمد زكي يسكن في وجداني يشاركه اثنان عبد الحليم حافظ وسعاد حسني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحببت أحمد زكي أحببت أحمد زكي



GMT 00:25 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اتفاق يضع حدًا للنزاع بين ورثة جوني هاليداي

GMT 02:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 04:42 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 09:13 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 11:36 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

محمد فوزي

GMT 10:21 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 09:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف شعبان

GMT 14:46 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen