آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ربي يقوي عزايمك يا يمه ...

اليمن اليوم-

ربي يقوي عزايمك يا يمه

بقلم/ الاعلامي علي حياصات

منذ أيام وانا انتظر ان تطلب مني أمي أن اشتري لها مستلزمات صنع المعمول ..السميد ..وحبات الجوز والعجوة... .. في كل ليلة اتحدث امام امي عن روعة المعمول ..وايهما أطيب طعما....وكيف يصنع المعمول ..لعلي احرك في قلبها ما سكن ..لعلي اجعل الذاكرة في ذهن امي ترتج..وتتذكر عمل المعمول ..واستعدادات العيد ..وتطالبني بمستلزمات المعمول .. اليوم نادتني امي ...ففرخت ..وقلت الان ..... قالت لي ...لاتنسَ اغراض العيد ففرحت بأن ذاكرة الفرح عادت من جديد ...او لم تخُن ذهن امي الذاكرة ..لايام العيد ولكنها ذكرتني بالقهوة السادة وحبات الهيل .. لملمت كل شجاعتي..وقررت أن اطرح سؤالي عليها .. متى راح تسوي معمول ..

يوم أمس القيت سؤالي وانا منشغل بحبات المسبحة التي ترتديها يداها ليلا ونهارا وهي خير شاهد على دعوتها لنا واستغفارها ... ...وعن من هم تحت التراب في عليين ان شاء الله .. سالتها ....متى بدك تسوي معمول ... لكن جوابها صدمني...وشعرت بأن الدنيا حملتني وقذفتني في يباب البحر ..تعرقت ونزلت حبات العرق من جبيني بكاء ووجعا قالت لي ..."يمه المعمول بده عزايم..بده نواجد ".. لم اعرف يوما أن العزايم تفتر من الوجع ومع سنوات العمر ومع شقي الأمومة وتربيتنا وسهر الليالي على راحتنا .. لم اعرف ان العزايم تنزف من بين أصابع امي .. مازلت أذكر ايام ما قبل العيد ..كيف نغوص جميعنا في عجينة المعمول ..وكيف نلعق اصابعنا بما علق فيها من عجوة ...وكيف نسمع طرق قوالب الخشب المعمول على المفرمة او سدر الألمنيوم..

ولا زلت اذكر كيف نستعير ونتبادل مع جاراتنا قوالب المعمول ...كيف نميز النقاشات في القالب ..فلكل بيت له نقشة .. حتى سميت قوالب المعمول باسماء أمهات الحي ...وضاع اسم الوردة والنقشة.. لقد أدركت يا امي معنى العزايم ..ومعنى النواجد التي ذابت من بين أصابعك..ونحن السبب ...كيف اتعبنا يديك الطاهرتين ونحن السبب.. مازال عالقا في ذهني كيف هي ليالي العيد ..كيف تكون سعادتنا في ليالي العيد ..وكيف تتباهى أمهات الحي بشكل حبة المعمول .. كيف استنشق عبق شوي الكيك والمعمول من اول الحي ...وصوت هدير الفرن العربي يضج في الطرقات .. أدركت يا امي ان الزمن قد وانتصر على عزايمك..واتعب نواجدك.... أدركت أن الرجفة التي على أطراف أصابعك...وعلى قدميك التي تحتهما الجنة ..ترتجفان ...تعبا ...من قلة العزايم وادركت ان العكاز والوكر خدعة من الاطباء للمحافظة على ما تبقى من العزايم أدركت كم كبرت يا امي ولم نلحظ سنوات العمر لان حبك لنا ..وعطاءك لم يتوقف على الرغم من قلة العزايم . استحي من عزايمك يا يمه ومن نواجدك..ان تعتب علي او ان احرجها اذا ما اشتريت حبات المعمول من المحلات .. اخجل من عزايمك ان تظن اني خنتها بالغيب ...او أن ثقتي بها قد تاهت .. اخجل ان يعاتبني حبك لي ..لاني تخليت عن هذه العزايم ... تاه بي الفكر ..لا اعلم كيف سيكون العيد ..بدون عزايم امي .. ولكن امي اختصرت علي الطريق .. ونادتني .. يمه ..لاتنسَ تجيب لنا معمول من المحل.. عجوة ..وجوز... أدركت حينها..ان امي تعبت ..ومازالت تخاف علي ان احزن..
ولكن عندما سألني ابني ايش يعني العزايم والنواجد ... صمتت طويلا ..ولم اعرف من أين أبدأ... وكيف اشرح له سنوات العمر .. ربي يقوي عزايمك يا يمه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربي يقوي عزايمك يا يمه ربي يقوي عزايمك يا يمه



GMT 11:36 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 14:20 2021 الخميس ,06 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 07:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إستدارة القمر .. تلويحة

GMT 10:15 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

صحافة المنزل

GMT 09:04 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تواضعوا قليلا فمهنة الصحافة مهنة مقدسة

GMT 11:33 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen