آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مقتل المرء بين فكّيه

اليمن اليوم-

مقتل المرء بين فكّيه

قمر النابلسي
بقلم : قمر النابلسي

كثيرة هي الأمثال والحكم التي تتكلم عن قوة الكلمة وتأثيرها ,وكيف لها أن ترفع صاحبها وكيف من الممكن أن تورده المهالك , مقتل الرجل بين فكّيه فقد يكون موته وهلاكه فعلاً من كلمة, وقد سمعنا من القصص الكثير الكثير عن كلمة لم يتأنَّ ولم يفكر فيها صاحبها فكانت سبباً في قتله , وإن لم تقتله جلبت له المتاعب والمصائب والخسارة ,فرحم الله امرأً أطلق ما بين كفّيه , وأمسك ما بين فكّيه ,وصدق الشاعر حين قال :

تكلّم وسدّد ما استطعت؛ فإنما ….كلامك حيٌّ والسكوت جماد

فإن لم تجد قولاً سديداً تقوله …فصمتك عن غير السداد سدادُ

فأنت لن تندم على السكوت لكنك حتماً ستندم على الكلام إن لم تفكر وتتأنَّ قبل أن تنطق به, فالكلمة كالرصاصة إذا خرجت فلا يمكن استرجاعها ,وقد ضمّن الشيخ أبو سهل النيلي شرائط الكلام فقال :

أوصيك في نظم الكلام بخمسة … إن كنت للموصي الشفيق مطيعا

لا تغفلنّ سبب الكلام ووقته …والكيف والكم والمكان جميعا .

فالكلمة تكتسب قوتها من قائلها ومعناها وتوقيتها ومضامينها الخفية وفي هذا الزمن تعاظمت قوتها من الأثر الذي قد تحدثه في خضم الفوضى الإتصالية والتطورات التقنية الحديثة .

إذاً على قدر أهمية الكلمة ,من المهم جداً وقت الكلام و الزمان المناسب والمكان ,أما الأسلوب ونبرة الصوت فإن لم يتم مراعاتها يخسر صاحبها حتى وإن كان على حق ,وخير الكلام ما قلّ وجّل ودلّ ولم يمل ,فالأمر ليس بكثرة الشرح والإسهاب , بقدر ما هو بالمعنى والحُجة والبرهان .

ومع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي كل كلمة محسوبة والأخطاء أصبحت كارثية ولا تغتفر, خاصة مع سرعة ومدى انتشارها, الناس تقرأ وتسمع وتحلل وتحكم وتؤثر ,ليس المطلوب أن تصمت فلا تعطي رأياً ولا أن تكون سلبياً فلا تتفاعل مع الأحداث , لكن تذكر دائماً أن الكلمة قبل أن تخرجها هي تحت سيطرتك فاحرص على ألا تخرج إلا بعد التبصر والتأمل واستحضار ما قد ينتج عنها من آثار ونتائج وعواقب .

ولأن الكلمة تكسب قوتها من قائلها فكلمة السياسي و المسؤول و الشخص الذي يمثل الشعب في برلمان أو نقابة أو حتى الأشخاص الذين يُطلق عليهم مؤثرون تؤخذ كلماتهم على محمل الجد , فالكلمة مع هؤلاء لها هويتها ودلالاتها , لكن للأسف ما زال أغلب هؤلاء يجهل قوة الكلمة, والبعض يتجاهلها ,وقد يتعمّد البعض الآخر استغلالها , لم يدرك هؤلاء أن الكلمة رداء الأفكار, وأن الكلمات تحمل في باطنها رسائل.

وما أصبحنا نراه ونسمعه مؤخراً وبشكل متكرر من تعليقات وضجة تعقب تصريحات لمسؤولين وسياسيين تفتقد للمنطق والموضوعية ولا تحترم عقول البشر ,تؤكد الجهل والإستهانة بأهمية مهارة التواصل ,يضاف إليها عند البعض قلة الخبرة وضحالة الثقافة والمعرفة على المستوى السياسي والإجتماعي .

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم …

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتل المرء بين فكّيه مقتل المرء بين فكّيه



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen