شدّد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على أهمية وعمق العلاقات التي تربط بلاده مع دولة قطر، ووصفها بأنها علاقات تاريخية وحميمة ومتجددة.
وأعرب الرئيس السبسي، في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا” أجرته معه في تونس، قبل زيارته الرسمية للدوحة غداً الثلاثاء، عن أمله بأن تكون زيارته لدولة قطر، والتي تستمر يومين، انطلاقة جديدة لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين، وتوسيعها لمجالات أخرى تعود بالفائدة على البلدين الشقيقين.
وأثنى في هذا الإطار على الدعم الكبير الذي تقدّمه دولة قطر لتونس منذ الثورة وحتى الآن، واصفاً هذا الدعم بانه متميز.
وقال الرئيس السبسي إن تونس تتطلّع أيضاً بأن يقوم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بزيارة مماثلة إلى تونس، وذلك لتتويج العلاقات المتميزة، والمساهمة في النهوض بمجالات التعاون التونسي القطري إلى مستوى أكبر.
وأشار إلى وجود تطابق في وجهات النظر والمواقف بين تونس وقطر، بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة في ليبيا، التي تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع في تونس.
ومن جهة أخرى، أعرب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن الفخر بأن تستضيف دولة قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022 كأول بلد عربي يستضيف هذا المونديال، رغم محاولات بعض الجهات الادّعاء بعدم أحقّية الدوحة في تنظيم هذه التظاهرة العالمية.
وبخصوص مرشح دولة قطر لتولي منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أكد الرئيس الباجي قائد السبسي دعم ومساندة تونس لهذا الترشيح، معرباً عن تمنّياته بفوز المرشح القطري بهذا المنصب.
وفيما يتعلق بالأزمات التي يعيشها عدد من الدول العربية، كليبيا وسورية واليمن، أوضح الرئيس السبسي أن الوضع في ليبيا يؤثر بشكل مباشر على تونس، نظراً لعلاقات الجوار بين البلدين وطول الحدود المشتركة التي تمتد مئات الكيلومترات، و”الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان الحدودية في جنوب تونس يشكل مؤشراً واضحاً لتأثير الأوضاع في ليبيا على تونس، نظراً لوجود العديد من الميليشيات المسلحة، وتواجد إرهابيين تونسيين ينتمون إلى تنظيم داعش هناك”.
وجدد دعم بلاده لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج، المدعوم من قبل الأمم المتحدة، والذي استقبله في تونس مؤخراً.
وبشأن الأزمة السورية، وصف الرئيس التونسي ما يحدث في سورية بالمأساة الكبرى، وبأن الوضع هناك وصل إلى الحد الأقصى نتيجة التدمير الشديد الذي شهده ذلك البلد.
غير أنه أشار إلى أن هذه الأزمة أخذت أبعاداً أخرى، وتشعّبت نتيجة دخول روسيا عسكرياً في الداخل السوري، وما ترتّب على ذلك من تغير في الموازين الدولية، خاصة مع تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا في هذا الشأن.
ورأى أن الوضع في سوريا لا يزال يتعكّر، وهناك معطيات جديدة، حيث إن إيران التي كانت مكبّلة بالقرارات الأممية، والحظر المفروض عليها، انفتحت بعد الاتفاق مع الدول السبع الكبرى، إلى جانب دخول حزب الله في الأزمة السورية.
وفيما يتعلّق بالأزمة اليمنية، رأى الرئيس الباجي قائد السبسي أن من حق الدول المجاورة لليمن، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أن تقوم بعمل استباقي هناك خشية من أن تمتد آثار الأزمة إليهم، ودرءاً مما يمكن أن ينالهم من ذلك الوضع المتردي، ولذلك فإن كل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توحّدت كلمتها بدون استثناء في هذا الاتجاه.
وشدّد “على وجوب أن تفهم إيران أنها دولة من دول المنطقة، ولا بدّ أن تتعامل مع الجيران تعاملاً حضارياً، لأنه من يهيئ للمستقبل يجب أن يكون في أجواء تعاون وليس في أجواء تصادم”.
وبخصوص التحديات التي تواجهها تونس، أوضح الرئيس السبسي أن الإرهاب يعتبر من أكبر التحديات حالياً، وهي ظاهرة على التونسيين، مشيراً إلى أن الإرهاب أخذ منحى دولياً ولا توجد دولة بمنأى عنه.
نقلا عن أ.ش.أ
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر