آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الضفدع "كيرمت" وصخب البرلمان , وصناعة البطل

اليمن اليوم-

الضفدع كيرمت وصخب البرلمان  وصناعة البطل

اسعد عبد الله عبد علي
بقلم - اسعد عبد الله عبد علي

عندما كنت طفلا كنت اعشق مسرح الدمى المترجم  باللغة العربية, حيث البطل الضفدع كيرمت, وحبه الكبير ل"ماغريت", والتنافس بين شخصيات المسرح, وكنا نتشاجر أحيانا أنا وأخوتي وأصدقائي حول الشخصيات, ومن هو الأفضل, إلى أن حصلت الصدمة الكبيرة لي, عندما اكتشفت أن الأبطال الذين تأثرت بهم, يتم تحريكهم عبر خيوط, فهم لا حول لهم ولا قوة, ولولا الأشخاص الواقعين خلف الستار لما تحرك " الضفدع كيرمت" وكل شخوص المسرح.

بل اتضح لي فيما بعد أن التنافس والصراع والقيم المختلقة, كلها مجرد وهم صنعه لي من يملك خيوط الدمى, حيث جعل الكذبة التي اختلقها, هي الأساس الذي يتشكل عليه وعينا.

من ينظر من الأعلى لعالم السياسة العراقي,  فيجده عبارة عن مسرح كبير للدمى القبيحة, فالساسة مجرد دمى لا تملك القرار ولا الإرادة, بل حياتها مرتبطة باستمرارية بقاء الخيوط, والتي تمدها بالحركة.

الصراع السياسي الجاري في العراق, هو بالحقيقة ليس صراعنا, بل صراع الآخرين, فالمحاور الإقليمية موجودة, وهي تخطط لأهداف بعيدة, وفي كل مسرح لها دمى, تحركها عبر خيوط الدعم والتكبيل, فالسياسي عندما يقبل الارتباط بالخارج هو يحصل على الدعم, لكن بالمقابل يصبح أسير للقوى الخارجية, التي تفرض عليه أداء معين, ولا يمكنه الخروج عنه أبدا, الا أن يعتزل مسرح السياسة أو يموت.

صناعة البطل هو اخطر ما تتقنه المؤسسات الغربية السرية, فتعمل على رسم خط معين لسياسي, مع دعم إعلامي وتضخيم للصورة, وحمايته من ردود الأفعال, فانه سيكون بطلا, ويحصل على رضا الشعب المدجن, الذي يجد كل الحقيقة في ما يتلقاه, من دون محاولة للفهم عبر تفكيك الصور التي تصله, وهكذا يمكن بين ليلة وضحى أن يولد بطل تتبعه الجماهير, وهو بالحقيقة مجرد دمية تحركها يد تقع خلف الستار.

ما حصل قبل أيام في البرلمان لا يمكن اعتباره من الصدف, ولا هو بصحوة ضمير, بل أن الأمور تجري على نحو دقيق, اتفاقات وترتيب على الأدوار, وما قام به وزير الدفاع مبني على خط مرسوم له, وما يؤكد هذا زيارته إلى واشنطن الأخيرة وتحقيق رضا القادة العسكريون هنا, وبعدها تصريحاته الايجابية نحو إيران, ثم زيارته لقادة الكتل إلى حد ليلة الاستجواب, ثم تحركه بعد الحدث, بزيارة مرقد أبو حنيفة في الاعظمية ومرقد الإمام الكاظم في الكاظمية, وختمها بزيارة دار للأيتام في شارع فلسطين وتبني طفل يتيم, هذا لا يكون بالصدفة أو فجأة, حيث تحولت حركة العبيدي بهذا النسق والتأثير, هناك مخطط وقوة خلف الستار هي من تمده وتحركه.

على المتابع أن يفهم انه لا يوجد أبطال في مسرح العرائس العراقي, ولا يتوفر عندنا فرسان نبلاء, كما نقرأ عنهم في روايات الأدباء, وعندها تنكشف لنا الكذبة الكبرى, وتظهر الدمى على واقعها البسيط.

فهل وصلتك الرسالة أيها القارئ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضفدع كيرمت وصخب البرلمان  وصناعة البطل الضفدع كيرمت وصخب البرلمان  وصناعة البطل



GMT 14:42 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 14:13 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

العمق الثقافي اللبناني

GMT 17:39 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 19:04 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 22:15 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

في نسف الثّقافة..

GMT 14:52 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

GMT 06:52 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen