عدن - اليمن اليوم
عادت الحياة تدبُّ مجدَّدًا في أروقة عدد من مدارس مدينة لحج اليمنية، عقب انتهاء أولى مراحل أعمال التأهيل والترميم التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة الأمل، وإعمار ما خلفته الحرب الظالمة التي تشنها مليشيات "الحوثي وصالح" منذ أكثر من عام على المدن اليمنية.
وقد عانى قطاع التعليم الأمرين من كابوسين كانا يهددان مستقبل هذه المحافظة، بعدما استخدام "الانقلابين" المدارس كثكنات عسكرية، الى جانب تنظيمات متطرفة استغلت الفراغ الأمني من أجل بث سمومه في عقول أجيال المستقبل ومنعهم من مواصلة التعليم، فيما بقية من مدارس مدمرة.
وفور تحرر مدينة لحج من هذين الكابوسين، أطلقت الإمارات خطواتها الإنسانية العاجلة عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، من أجل إعادة الحياة والأمل لهذه المرافق والمنشآت التعليمية، وتبنت مشاريع تنموية لإعادة تأهيل عدد من مدارس محافظة لحج، تواصلاً لجهود دعم قطاع التعليم، وتصحيح مسار العملية التعليمية في المدن المحررة من سيطرة المتمردين.
وأفاد المهندس هود محمد صالح بغازي رئيس شعبة المشاريع والتجهيزات في مكتب التربية والتعليم في لحج في تصريح لصحيفة "الاتحاد" الاماراتية، بأن الهيئة تبنت خطة متكامل لإعادة ترميم المدارس في لحج بمراحل عدة، حيث إن عدد المدارس التي يتم تأهيلها يتزايد بشكل متواصل مع إصرار الأشقاء على تأهيل المدارس المتضررة كافة، والتي تحتاج إلى صيانة وترميم.
وأضاف: لقد تم الانتهاء من أعمال ترميم وتأهيل وصيانة 9 مدارس موزعة على 5 مدارس في مديرية تبن ومدرستين في مديرية المضاربة رأس العارة ومدرستين في مديرية طور الباحة، حيث تم تسلم المدارس من المقاولين وافتتاح بعضها، من أجل تطبيع الحياة وإعادة الطلاب إلى صفوفهم الدراسية.وأشار إلى أن العمل جارٍ في إعادة تأهيل وترميم 13 مدرسة موزعة على مديريات طور الباحة، المقاطرة، تبن، المضاربة رأس العارة، وسيتم افتتاح بعضها خلال الأيام المقبلة، في حين يجري دراسة إعادة تأهيل 10 مدارس أساسية وثانوية في مدينة الحوطة ومديريات أخرى في محافظة لحج.
واندفعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فور تحرر محافظة لحج من الميليشيات المسلحة إلى دعم قطاع التعليم والارتقاء به، إيماناً منها بأن المعرفة والعلم سلاح النهوض بالمحافظة.
لم تغفل الهيئة المدارس الأساسية والثانوية في المناطق النائية بمحافظة لحج، بل على العكس كان لها الأولوية في أعمال التأهيل والترميم لما تعانيه تلك المناطق من أوضاع متردية في مستوى الخدمات، ومن بينها التعليم، فسارعت إلى البدء بعملية التأهيل والترميم، وإضافة فصول دراسية إلى المدارس وتحسين أوضاعها من أجل إتاحة الفرصة لأبناء تلك المناطق من مواصلة تعليمهم بشكل صحيح.
كما أن الهيئة ولأول مره تقوم بإدخال نظام الطاقة البديلة "الطاقة الشمسية" إلى المدارس التي يتم تأهيلها، وخصصت هذه الخطوة للمدارس في المناطق النائية التي تفتقر لخدمة الكهرباء، حيث كانت مدرسة السبيل في مديرية المضاربة ورأس العارة أولى تلك المدارس التي يتم فيها إدخال نظام الطاقة البديلة.دعم متواصل ولا محدود
عملية دعم قطاع التعليم والعملية التربوية من قبل الأشقاء في دولة الإمارات تمر في مراحل عدة، الأولى إعادة أعمار البنية التحتية والمنشآت التعليمية، يليها مرحلة التأثيث وتجهيز المدارس من أجل تطبيع الأوضاع وإعادة الآلاف من الطلاب إلى صفوفهم الدراسية بشكل منتظم ابتداء من العام المقبل 2016 ـ 2017، هذه الجهود ستعمل على الارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر