القاهرة ـ توفيق جعفر
كشف وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، عن أنّ هناك مخططًا لإفساد امتحانات الثانوية الأزهرية، مشيرًا إلى أنه يتتبع القائمين على التسريب لاتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم، موضحًا أن محاولات تسريب امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية "خيانة".
وأوضح شومان في حوار مع "العربي الجديد"، أن "الخونة لن يفلحوا في تهديد وتعطيل سير الامتحانات في المعاهد الأزهرية"، مؤكدا "سيتم وضع إجراءات صارمة وحازمة ضد كل من تسول له نفسه تعطيل وإفساد العملية الامتحانية".
وأضاف: "رصدت لجنة المتابعة، في إطار المتابعة الدقيقة لأعمال امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، محاولات بعض المندسين إفشال أعمال الامتحانات في المعاهد الأزهرية، بمحاولة تسريب أسئلة الامتحانات سواء الفقه والميكانيكا والقرآن الكريم بعد بدايتهم بنصف ساعة".
وأشار شومان إلى أَّن غرفة العمليات المركزية في مشيخة الأزهر الشريف تتابع سير العملية الامتحانية أولًا بأول، وذلك للحفاظ على سير العملية الامتحانية، ولمنع حدوث أي أعمال عنف من شأنها تهديد سير الامتحانات، مؤكدًا أنَّ هناك إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الشرطة أمام اللجان، لتوفير أكبر قدر من الأمان لدى الطلاب والقائمين على العملية الامتحانية.
وشدَّد على ضرورة التصدي لمحاولات تسريب الامتحانات، وتعكير صفو العملية بكل حسم وحزم، لافتًا إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يثبت تورطه فيها.
ونوَّه بأنه لم ينتفع أيِّ طالبٍ من محاولات التسريب التي حدثت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، نظرًا للمتابعة الدقيقة التي تجريها لجان المتابعة المنتشرة على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أنه تم استبعاد نحو 15 مراقبًا من لجان مختلفة لحملهم المحمول داخل لجان الامتحانات، موضحًا أن هناك تعليمات واضحة وصريحة بعدم اصطحاب المحمول للطلاب والقائمين على العملية التعليمية.
وقال إنَّ العقوبات التى سيتم توقيعها على المستبعدين من الامتحانات، ستكون عبارة عن حرمان جميع المراقبين الذين تسببوا بشكل أو بآخر في انتشار الغش الإلكتروني، الحرمان 5 سنوات من المشاركة في أعمال الامتحانات، بالإضافة إلى توقيع جزاءات عليهم.
وكشف عن تخصيص فردين داخل غرفة العمليات المركزية في مشيخة الأزهر الشريف، لتتبع صفحات الغش الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك" و"تويتر"، لإبلاغ الجهات الأمنية المسؤولة لإغلاقها؛ لمنع تسريب الامتحانات.
وأبرز أنَّه أصدر تعليمات صارمة لجميع رؤساء اللجان والمراقبين بتفتيش الطلاب والطالبات ذاتيا، لمنع دخول التليفونات المحمولة والساعات الرقمية المخزنة والتي تساعد على الغش وأيضا التأكد من هوية الطلاب قبل السماح لهم بدخول اللجان الامتحانية.
ولفت شومان إلى أنه تم تشكيل قوة من رجال الشرطة والجيش تكون مهمتها تأمين مراكز توزيع الأسئلة بمختلف محافظات الجمهورية، وأيضا تأمين الكنترولات، مؤكدا أن قوات الجيش والشرطة يقومون بعملهم على أكمل وجه ممكن، قائلا: "امتحانات الثانوية الأزهرية ستعبر إلى بر الأمان".
وعن الأوضاع التي تشهدها مصر أخيرًا، أكد شومان، أن مصر تمر بظروف عصيبة عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، موضحًا أن أنها غمة وستزول، مطالبا جميع طوائف الشعب المصري بالتكاتف للخروج من الأزمات الراهنة، والتي تهدد بسقوط الدولة المصرية.
وتابع: "لا خوف على مصر لأن أهلها متدينون بطبعهم ويعشقون التدين"، مشيرًا إلى أن شخصية المسلم المصري شخصية فريدة تختلف عن العالم كله كونها شخصية وسطية تعشق التدين وتبعد عن التشدد.
وأردف شومان، أنَّ المصريين يتمتعون بالطهارة الباطنية ونقاء وصفاء القلب وهذا هو التدين، مؤكدا أن هناك البعض يأخذون بمظاهر التدين والشكل وهذا غير صحيح، إذ أنَّ المظاهر أخرت البعض من الإسلام، موضحًا أنَّ التشدد والتمسك بالمظاهر غير الصحيحة يتسبب في وجود صدام شديد داخل المجتمع.
ولفت شومان، إلى أنَّ هناك بعض المواطنين في الأرياف اعتادوا الصلاة والسلام على رسول الله بين كل ركعتين في صلاة التراويح أو ذكر الخلفاء الراشدين، فيأتي بعض الشباب وينكرون على المواطنين ذلك الأمر، متسائلًا: "لماذا لا نترك الناس يتدينون على ما اعتادوا عليه ولماذا نفسد عليهم ما اعتادوا عليه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر