عدن - عبد الغني يحيى
لم تقف وعورة الطريق، وعدم جاهزيتها، لعبور السيارات حائلاً دون أن تؤدي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مهمتها، في إيصال المساعدات إلى مستحقيها في اليمن, فقد دفعت الهيئة المشاركين في إيصال المعونات الإنسانية إلى السكان في المناطق النائية والبعيدة في مديرية غيل بن يمين، إحدى مديريات هضبة محافظة حضرموت إلى استخدام الجمال لإيصال المعونات لأسر كثيرة تعيش بين الجبال على الهضاب في أكثر مناطق حضرموت وعورة.
وبعد أن تم توزيع السلال الغذائية والخيام المقدمة من هيئة الهلال في مركز المديرية والمناطق القريبة وتلك التي تستطيع الشاحنات الوصول إليها، وقعت فرق التوزيع في مشكلة عندما علموا بوجود سكان في أماكن نائية لا تستطيع شاحنات الإغاثة الوصول إليها، فما كان منهم إلى أن استعانوا بالجمال وسيلة النقل القديمة وسفينة الصحراء وشاحنة المهمات الصعبة، لينقلوا على ظهرها تلك المساعدات.
وانتقلت قافلة الجمال وأمامها وخلفها وإلى جانبها شباب فرق الهلال الأحمر يقطعون المسافات البعيدة، ويتحملون حرارة الشمس الحارقة، لا لشيء سوى للوصول إلى آخر محتاج في تلك الأرض الشاسعة. وما إن تقترب القافلة حتى يبادر السكان هناك بالخروج إليها والترحيب بأصحابها، وتقديم الماء والتمر لهم والقسم بألا يبرحوا مكانهم حتى يتناولون قهوتهم.
وكان الوقت قصيرًا والطريق طويل والرحلة شاقة، لكن ذلك كله يُنسى في لحظة واحدة، تلك اللحظة التي ترى فيها ابتسامة مشرقة من كهل كبير وطفل صغير ورجل أرهقته متاعب الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر